أوصاف قاعة ديوان السلطان الغورى
إنها قاعة علوية للديوان تتسع لعشرة آلاف شخص. وقد كان بين السلطان الغورى والعجم مودة وألفة ، وقد أرسل الشاه الخبيث النيّة إلى الغورى رسولا واستمع إليه الغورى ، لإكرامه جميع كل علماء مصر وتم بناء هذا الديوان فى ثلاثة أيام بلياليها ، وحقا إن هذا ليس فى قدرة البشر.
وجميع أبواب هذه القاعة وجدرانها مكسوة بالرخام. كما أن سقوفها تحوى رسوما ونقوشا وهى ذات ألوان مختلفة ، وأرضها مفروشة بالرخام ، وطولها مائة وخمسة وثمانون قدما وعرضها خمسة وخمسون قدما. وفى جوانبها الأربعة ثلاثة وثلاثون شباكا من النحاس وست وعشرون بلورة من الزجاج وثلاثون صاريا تصنع روافد عليها سقف من الخشب وليس قبة من الحجر. إنه سقف كثير النقوش الذهبية يبهر النظر. وللقاعة ثلاثة أبواب ، وباب يفضى إلى الباشا ، والثانى يهبط إلى الفناء بسلم حجرى من عشرين درجة ، أما الباب الثالث فيفضى إلى قاعة الضيافة. ومنها يهبط بسلم حجرى ومن أحد جوانبها دهليز يطل على ميدان القصر وجميع (أقلام خليفه لرى) أى خلفاء الأقلام يجلسون فيه أيام انعقاد الديوان ، ولفتح هذا الديوان أربع كوات وفى كل منها حبل غليظ فى بكرة. والجلادون يعلقون المدينين للدولة من الأمناء والملتزمين من أذرعهم ويضربونهم بالسياط حتى يردوا ما عليهم. إن هذا مكان مخيف للعقاب اللهم عافنا.
ونصف هذا الديوان مفروش بالبسط الحريرية وعلى البسط فرش الجلد الروسى ويتكوم على هذه البسط الدنانير الذهبية فى أيام انعقاد الديوان ويحصيها الصيارفة من اليهود. وفى نهاية هذا البساط على يسرة موضع السلطان سليم مجلس الوزير وفوق هذه الصفة بارتفاع قدمين لوحة تتضمن طغراء السلطان مراد الرابع فاتح بغداد وهى مكتوبة بخط جلى مذهب وهو توقيعه المبارك وتسعة من تروس صنعت من خشب شجرة التين مع مدرة وهذه ما تتعلق بها هذه اللوحة. وعلى طرف رأس الباشا كتب