ويتألف القصر من ثلاثمائة وستين حجرة متعددة مزخرفة وكل منها أثر لوزير أو ملك أو سلطان. وإذا ما وصفنا كلا منها طال بنا الكلام. ويتوسط القصر ساحة وسيعة وفيها يتدرب أغوات الداخل على التحطيب والفروسية والطعن بالحراب والمبارزة والرمى بالسهام وإطلاق البنادق واستخدام التروس والحراب. وعلى الجوانب الأربعة لهذه الساحة تقع حجرات أغوات الداخل وهى تتألف من طابقين أو ثلاثة. وكل كواتها تطل على الفناء. وتحت هذه الحجرات حظيرة خيل خاصة بالباشا ويقيم فى هذه الحظيرة أغوات الداخل من القائمين على رعاية خيل الباشا وعددهم عشرون من أصحاب المراتب. ويقيم فى هذه الحجرات كذلك الخزينه دار والمهردار ، وفى الداخل كذلك حجرة عرض الباشا وهى بناء قديم. أما البناء الذى هو ذهب فى ذهب فلقايتباى ونوافذه تطل على الإمام الشافعى وحجرة الخزانة متصلة بحجرة العرض هذه وبالقرب منها قصران للكتخدا إبراهيم باشا وهما يطلان على ميدان أغوات الداخل وهذان القصران يعجز عنهما الوصف أركانهما الأربعة من البللور والزجاج المعروف بالمورانو وهما يشبهان قصر الخورنق ، وقد أرخ هو الحقير لهذا القصر الصغير ، بهذا التاريخ : «قال أوليا تأريخه لهذا القصر ، بلغ القصر المنيف تمامه سنة ١٠٨٣».
كما أرّخ رسمى داعى قائلا : عندما رآه رسمى داعى لقصرجها منها قال : «إن تاريخ الانتهاء من قصر إبراهيم باشا عام ١٠٨٣» ، وكان رسمى داعى من أغوات الداخل وهو شخصية عظيمة غزير العلم صائب الرأى متبحرا فى العلوم والفنون.
ولما أنشأ سيدنا محمد بك بن إبراهيم باشا مقصورة صغيرة خاصة به لكى يتلو فيها الدوس ، أرخت أن الحقير لهذا قائلا : «لقد أرح أوليا لهذا القصر ، أن ثم بناء. هذا القصر العالى سنة ١٠٨١. وفوق هذا القصر قصر غازى باشا المعروف باسم جهان غا وهو مطل على جميع بلاد مصر «أى ضواحى القاهرة».
وبالدخول فى حجرة العرض نواجه بقاعة عظيمة يتناول فيها أغوات الداخل طعامهم والجوانب الأربعة لهذه القاعة مزينة الجدران من أعلى إلى أسفل بالقيشانى. وفى أعلى عتبة الباب لوحة رخامية مكتوبة بخط جلى مذهب تحمل تاريخا هو :
(قد بنى هذا المكان العالى جناب العظيم صاحب العز والأمثال سلطان سلاطين جهان حضرت سليمان خان عن سلاطين آل عثمان فى ولاية مصر القاهرة والأقطار