ويعلقون فى خواصرهم بسكين كبيرة. ولهؤلاء الانكشارية والعزب منزلة مرموقة فى مصر. وكثير من أغوات السباهية والمتفرقة ينضمون إليهم ويصبحون انكشارية وعزب على نحو ما رأيت.
أما محافظ القلعة فى مصر وجند الأبراج وأفراد فرق الموسيقى العسكرية والمتقاعدون لا يستطيعون أن يبرحوا أماكنهم ويخرجون إلى الموكب. ففى القلعة آلاف مؤلفة من أكياس المال السلطانية ، وهم على الدوام يقومون بحراستها. أما رئيس البارودجيه فله مصنع كذلك فى ميدان القصر ويحرسون خزانة البارود التى نصفها فى القلعة الداخلية ونصفها الآخر فى القصر. ولأنهم محبوسون على الدوام لهم رواتب سخية.
وأعضاء فرقة الموسيقى العسكرية لا يستطيعون الخروج إلى جهة أخرى. فبعد العشاء تعزف فرقة الموسيقى العسكرية مقطوعة لا يستطيع أحد أن يعزف مثلها. ولأن كل رئيس من رؤساء فرق الموسيقى العسكرية ملحق بخدمة وزير فإنه يبقى عنده ولكل منهم مرتب جزيل. وهم على الدوام صيفا وشتاء حتى طلوع الفجر بساعتين يعزفون دون أن يشعر بهم من حولهم. وهم بنغمة العشاق يجرحون قلوب العشاق. إلا أنها حكمة عجيبة فهم يتفقون مع مؤذنى مصر ولهم معهم ساعات. فبعد أن يرفع آلاف من مؤذنى الجوامع فى مصر الأذان ويكون الفراغ من أداء صلاة الصبح تبدأ جوقة الموسيقى العسكرية فى العزف. وكان ذلك دأب لهم على الدوام وهو ظاهرة عجيبة.
بيان بجملة رواتب ما سلف ذكرهم من طوائف الجند
وما يتقاضونه كل شهر أو كل ثلاثة أشهر
يقضى قانون السلطان سليم بأن يكون فى كل شهر مرتب يتقاضاه فرق المتفرقة والجاويشية وحملة البنادق والجند المطوعة والشراكسة والأيتام والجوالى. ورواتب فى كل ثلاثة أشهر لطوائف الانكشارية والعزب والقائمين على مخازن السلاح وسائقى المركبات وفرق الموسيقى العسكرية.