بالذهب ، وعلى رأسه ريشتان متشعبتان وهو على فرس فاره وعلى جانبيه من يحملون البنادق ومن يسقون القافلة ، وخلفه من يحملون على رؤسهم حمر القلانس من المسلحين والخدم. وبعدهم يمر كتخدا الباشا والخزينةدار وعشرون من صفوة أغوات الداخل ومائتان أو ثلاثمائة من أغوات الداخل وهم يحملون السلاح ومائة ممن يحملون البنادق وأعضاء فرقة الموسيقى العسكرية. وبعد ذلك يمر أمام الباشا ورئيس الديوان مع أتباعه. ثم يمر من يحملون علم النبى صلىاللهعليهوسلم الأخضر ومن يحملون الأعلام الحمر ورجال فرق الموسيقى العسكرية بطبقاتهم التسع ، وكذلك فراشو وسقاؤو وأغوات الداخل. وجميع هؤلاء الجند مع موكب الباشا يطلقون مائتى طلقة من مدافعهم ، وتعزف الموسيقى العسكرية ويعم السرور. ثم ينال الجند منحة الموكب من الباشا وقدرها خمسة أكياس. ثم يمد سماط عظيم وبعد تناول الطعام يرفع من الطاعمين الدعاء ويعقد الديوان السلطانى طبقا لقانون السلطان سليم خان. ويتلى الأمر السلطانى وتنفذ أوامره فى هذا الديوان. وإذا ما كان فى مصر حاكم له إدارة خاصة فيأتى من الأستانة جاويش الانكشارية ويصبح أغا. وجميع موظفى الباب العالى لهم المراكز فى بيت المال ، ووفقوا فى الأخذ على يد المجرمين. وحضورهم إلى الموكب أو الديوان ليس قانون ، وإذا مست الحاجة استحضروا إلى الديوان. أما إذا رغب وزير مصر وقال ينبغى للموكب أن يخرج. ويجب عليه أن يحضر الديوان وبذلك اشتهر (قبو قولى) فى مصر. وثمة حاكم آخر هو الصوباشى أى رئيس الشرطة وهو يستطيع أن يأمر بالقتل إذا حصل على أمر مطلق من السلطان. وبذلك يستتب النظام. وفى إحدى إدارات هذا الصوباشى رئيس عسس انكشارية مصر ينوب عنه فى أداء مهمته.
وفضلا عما ذكر من الشراكسة وحاملى البنادق والجند المطوعة والجاويشية وكل من يرتدون السراويل الحمر عبيد. ويستطيعون إنجاز مهامهم الصعبة. وفضلا عن هؤلاء فهناك انكشارية أهل مصر وعزب () (١) وهم يلبسون ثيابا من الجوخ وقباء يسمى حورانى وعلى رؤسهم عمامة ويتمنطقون بمنطقة مختومة ، ويحملون مدية كردية ،
__________________
(١) بياض بالأصل.