على أتابعه مائتا جاويش وجميع جاويشية الديوان يضعون على رءوسهم العمامة المعروفة بالمجوّزة ، ويحصل بواقى المال السلطانى بفرمان من الدفتردار ، ويتلوه فى الحكومة رئيس المتفرقة وهو مسئول عن أموال الكشوفية والمال الصيفى والشتوى ، وله من الأتباع مائتان ، ويليه فى الحكومة ترجمان باشى أى رئيس المترجمين يتلقى شكاوى الشاكين ويمضى بها إلى مجلس الباشا. وإذا ما استدعى المدعى والمدّعى عليه قام بالترجمة. وبمقتضى القانون يتلوه رئيس المتفرقة وله خمسون من الأتباع.
ورؤساء الجاويشية من فرقة الانكشارية ورؤساء الجاويشية من فرقة العزب يحضرون الدواوين الخمسة وإذا كان لأحد من زملائه فى فرقته شكوى ينظر فيها بمعرفة هؤلاء الرؤساء ومصيرهم إلى إمارة الحج أو رئاسة الخزانة ، ثم يصبح «قول كتخداسى» أى وكيل ، وبعده سنجق بك أى أمير الإقليم.
والروزنامجى حاكم عظيم كذلك فى مصر وهو ركن مصر الأعظم وكل ما يطير فى السماء وما يسبح فى البحر وما يمشى على الأرض مقيّد فى دفتر الروزنامجى وإذا ما شاء جعل الباشا مفلسا حين عزله ، وإذا ما شاء جعله ثريا مستورا ، ومقامه يعادل مقام الدفتردار. وتحت الروزنامجى الكبير روزنامجى صغير ، وتتبعه بعض الإدارات وأنبار يوسف ومن أجل مراقبة الروزنامجى الكبير فإن وزراء مصر يعينون روزنامجى صغيرا ممن يتوسمون فيه الكفاءة والنجابة ويجب أن يكون كذلك لأنه شرف الباشا حين عزله وعلى الجوانب الأربعة للروزنامجى خمسون يخلفونه ويمسكون دفاتر الروزنامه ، وكل منهم مكلف بدفتر ولاية من الولايات ، وكل منهم مأمور بالنظر فى دفتر إقليمه ، وكانوا يتواجدون فى أقاليمهم الخاصة بهم ، ويتلوهم رئيس الديوان المعروف ب مقابله جى أفندى وهو يقيد رواتب الفرق السبع وترقياتهم والمنضمين إليهم والمسرحين منهم. وهذا الرجل موضع ثقة وزير مصر الذى يعتمد عليه. إنه ليس مصرى ويتقاضى فى العام أربعين كيسا وتحت إدارته خمسون ، وإذا أهمل أحد النظر فى القائمة التى بين يديه منهم وأحيلت هذه القائمة على غيره قدر له مرتب شهر ويأخذ المقابله جى نصف هذا المرتب وما عدا ذلك يمنح لدراويش القلندرية .. وثمة إيرادات كثيرة أخرى. إلا أن هؤلاء