فتح قلعة القاهرة عام ٩٢٢ بعد معركة طاحنة
وقال كمال باشا زاده فتح ممالك العرب سنة ٩٢٢ وقال الشيخ نصر الله سلطان سليم شوى شوى ٩٢٢ وفاتح ممالك العرب سنة ٩٢٣.
فتح سليم القلعة الداخلية وخلع على كل من دخل القلعة من وزراء ووكلاء وأعيان خلعا على حسب رتبة كل منهم وبمضمون (الكريم إذا عهد وفا) ولى مصر ووزارتها خيرة بك ، ومنح كمال باشازاده أحمد أفندى قاضى عسكر الروملى مولويتها ، وفى اليوم التالى وهو يوم الجمعة ـ أدى جند الإسلام صلاة الجمعة فى جامع قلاوون وتلى الخطبة كمال باشازاده ، وذكر فيها خادم الحرمين الشريفين السلطان سليم خان ابن السلطان با يزيد خان ، فسجد سليم سجدة الشكر وسمع كل الجراكسة تحت القلعة بأن خيرة بك عين وزيرا لمصر فأوصدوا جميع بواباتهم وجعلوا أسلحتهم وماءهم فى بيوتهم ودامت الحرب ثانية بينهم وبين جند الإسلام سبعين يوما فى الأسطح والسراديب وفى المنارات ليل نهار.
وهتف جميع أهل القاهرة قائلين : «الله ينصر السلطان طومان باى» وكانت الخطبة فى الصعيد تتلى باسم السلطان طومان باى سبعين يوما.
وبناء على ذلك قدّم طومان باى وكرتباى و () (١) باى المدد إلى مدن الصعيد ثمانى وسبعين مرة ، ونشبت المعارك وسدّ كل بيت بباب من حديد ، وقذفت النساء من أسطحهن وكوّاتهن غزاة الإسلام بالحجارة والماء الحار والقاذورات.
وآخر الأمر أمر السلطان سليم لنساء مصر بعلوفة ـ أى رواتب ـ وفتح الصعيد ، وبقيت رواتب الجوارى فى مصر منذ عهد السلطان سليم ، وآخر الأمر استوجب سليم من خيرة بك القضاء على طومان باى ووعد خيرة بك ابن خبير خيرا ، والتزم بذلك ، وجاءه الخبر بأن طومان باى فى قلعة حصينة فى الفيّوم ، فأخبر سليم هذا الخبر ، فأرسل سليم مصطفى باشا رئيس بكوات الروملى ، ومضى مع خبير أوغلى إلى مكمن طومان باى وكان طومان باى نائما ، ورأى فى منامه النبى صلىاللهعليهوسلم فقال له : يا طومان باى لا بد أن
__________________
(١) بياض بالأصل.