وبدأ سليم يتلو قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء : ٨٩ ، ثم غادر السلطان سليم مدينة حلب ومضى إلى خانتيمان ثم أسند قلعة المعرة إلى أمير اللواء الغنى عطا ، واستقبله أهل حماه ـ حماها الله ـ وقدموا له فروض الطاعة ، وسلموه القلعة وعين عليها أمير اللواء طورخان بك ، ثم استقبله أهل قلعة حمص قاطبة بالهدايا ، وأنعم بها على أمير اللواء إحتمان زاده ومنحت طرابلس الشام إلى قاسم باشا وصدر الأمر للأسطول العثمانى بالقدوم إلى طرابلس فمضى سليم إلى دمشق ولما اقترب منها قدم خيرة بك وجان بردى وزير الغورى على دمشق وأهل دمشق فروض الطاعة للسلطان سليم وأصدر عفوه عما فرط منهم ، وأسند ولاية دمشق ثانية إلى جان بردى وتصدق على شيخ المولوية على منلا ودخل سليم دمشق فى موكب عظيم وبسطوا الديباج والمزركش فى كل ما مر به من طرق.
فتح قلعة دمشق
فتحت قلعة دمشق فى عام ٩٣١ ونادى الدلالون بذلك ، وأصدر سليم فرمانا بإقامة القلعة الداخلية لدمشق. وحينما كان سليم أميرا ترك التاج والعرش فى طرابيزون وخرج للسياحة واستخلف عليها مير اللواء صارى أرسلان ، وأمره بإقامة قلعة حصينة لدمشق ، وبعد أن فتح سليم مصر ، غادرها إلى دمشق ، ووجد أن القلعة تم بناؤها ؛ سماها باسم بانيها صارى أرسلان ، والقلعة الداخلية فى دمشق هى قلعة سليم التى بناها صارى أرسلان ، أما القلعة الخارجية فهى لمعاوية بن أبى سفيان.
وجاء الحمام الزاجل من مصر إلى دمشق حاملا الرسائل ، وعندما وصل إلى جان بردى أخذ ما يحمله من رسائل وتوجه بها إلى السلطان سليم وبقراءتها جاء فيها أن السلطان الغورى لحقته الهزيمة فى مرج دابق وجميع الفارين من المعركة نفقت جمالهم وخيولهم ظما فى صحراء قطيّة وأم الحسن ، أما الناجون منهم فقد قتلهم البدو ، وتأتّى للغورى أن يعود إلى مصر فى ستين من جنده وأسند قيادة الجيش إلى طومان باى. ولما قال جان بردى : أن الجند كتبوا هذه الرسالة صباحا ووصلت الشام وقت العصر