وسليمان باشا ابن أورخان ، وقره مرسل بك ، واجه يعقوب بك مع أربعين من الأعيان بالقرب من قبو داغى فى البحر الأبيض من موضع يسمى بابسكى خرجوا على رمثهم مع خيلهم صوب الروملى ، ولما بلغوا (غاليبولى) ركبوا خيولهم وأغاروا عليها ، وتتقدم أفواج الجند يوما بعد يوم ففتحت قلعة (غاليبولى) وضرب سليمان الغازى باب القلعة بيده ، وكتب عليه بسم الله الرحمن الرحيم ، فتحت فى عام سبعمائة وواحد وستين ٧٦١ ، وأصبحت القلعة فى يدهم ووزعت الغنائم على غزاة المسلمين وتزوجوا ما أسروا من نساء ، وولدن لهم.
وكان فى المنطقة المعروفة بالروملى من الكفار اثنتا عشرة ملة مثل الروم والبلغار وأفلاق الصرب وونيق والكروات واللاتين والبوشناق واللاز ، وقد تخربت ديارهم ولم يستطيعوا فتح أعينهم وجمعوا من الغنائم ما جمعوا إلى أن وصلوا إلى نهر الطونه فغنموا الأموال الطائلة وأسروا منهم فتيات وفتية وأعملوا السيف فى آبائهم الكفار ، وضيقّوا عليهم الخناق فى ديارهم ، وفتحوا آلافا من قراهم وقصباتهم ومدنهم. وفى موضع يسمى (بولاير) سقط سليمان باشا عن فرسه وتدحرج على الأرض فرمحه الفرس فى رأسه ؛ فمات. وهو مدفون فى قبر فى ذلك الموضع المسمى (بولاير) ، وفى ذلك الموضع جامع وتكية ومبرة ، وكانت وفاته عام (٧٦٠).
وأول من مضى إلى الروم هو سليمان باشا هذا وعاش أورخان ثلاثة وثمانين عاما واعتلى العرش عام ٧٢٩ سبعمائة وتسعة وعشرين. أما مولده فكان فى عام ستمائة وثمانية وسبعين وتوفى عام سبعمائة وواحد وستين (٧٦١). وتلقب أخوه (خدا وندكار غازى) بالبك ، وعاش خمسة وستين عاما ، وكان مولده عام ٧٢٧ وحكم واحدا وثلاثين سنة ، فتح أدرنة. وفى حرب قوسوفا قام من بين قتلى الكفار من طعنه بخنجر فاستشهد. كما قتل قاتله فى الموضع نفسه ، ثم نقل جثمان مراد خان إلى مدينة بروسة ودفن فى موضع يسمى (اسكى قبليجه) ، ثم خلفه ابنه يلدريم خان الغازى فى عام (٧٩٢) ، ومولده فى عام ٧٤٨ واعتلى العرش عام ٧٩٢ ، حكم ستة عشر عاما. وكان شجاعا مقداما وفى عام واحد غادر بلاد الترك لقتال كفار الأفلاق وبغدان ، ولذلك