كانت الأقلية المسيحية هي التي تستطيع التحكيم بين الفرس ذوي المسكوكات الفضية والبيزنطيين أصحاب المسكوكات الذهبية ، فعلى هذا كانت تجارة التبادل والصيرفة في أيديهم.
وكان أحد ولاة الكوفة الأسبقين (المغيرة) من قبيلة ثقيف التي أجازها النبي أن تتعاطى بالربا بصورة استثنائية (١).
وحقا كان صيارفة اللخميين قديما أساقفة الحيرة ، ولكن بعده نرى ظهور بعض الصيارفة من المسلمين بالرغم من النهي الشرعي ، وكان هؤلاء على اتصال مع الصيارفة النصارى اليعاقبة الذين كانوا قد نزحوا من نجران (بلاد مذحج في اليمن) وكانت حوانيتهم قبال مسجد
__________________
قام بتعديل وتغيير بعض التقسيمات الإدارية ، منها أن جعل المدائن الشرقية وما والاها من أعمال دجلة والنهروان وجوخى كورة (ـ ولاية) وعين يزيد بن قيس الأرحبي واليا لها ، وجعل المدائن الغربية وما تبعها من أعمال دجلة الغربية إلى تخوم البهقباذات كورة أخرى (وكانت حاضرتها مدينة بهرسير) وبعث عدي بن الحارث واليا عليها ، فبذلك أصبحت المدائن كورتين مستقلتين تراجعان العاصمة رأسا (المترجم).
(١) لا استثناء في الأحكام فصريح الآية تقول (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٧٥) والآية الأخرى : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (٢٧٦) والآية الثالثة(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) الخ .. (القرآن الكريم سورة البقرة). فبعد هذه الآيات يمكن الحكم بعدم صحة تلك الرواية ، ولا نشك في أن تكون من مختلقات المغيرة بن شعبة وأكاذيبه وافتراءاته على النبي فهو مشهور بالكذب والافتراء. (المترجم).