ذكر بلاد الجبل وهي عراق العجم
لما فرغ من ثلاثة الأقاليم المجموعة ، وهي أرمينية وأران وأذربيجان وما انضاف إليها من البلاد المصاقبة لها انتقل إلى ذكر بلاد الجبل وهي البلاد المعروفة عند العامة بعراق العجم ، ويحيط بها من جهة الغرب أذربيجان ، ومن جهة الجنوب شيء من بلاد العراق وخوزستان ، ويحيط بها من جهة الشرق مفازة خراسان وفارس ، ويحيط بها من جهة الشمال بلاد الديلم وقزوين والري عند من يخرجهما عن الجبل ويضمهما إلى الديلم لأن جبال الديلم تحف بها.
ومن بلاد الجبل ماوشان ... أقول ـ ظنّا ـ : إنها بفتح الميم وسكون الألف وفتح الواو والشين المعجمة وفي الآخر ألف ، وذكر في اللباب : ماوشان مع ميانج من أذربيجان ... قال : وماوشان موضع نزه كثير الشجر والماء عند همذان ، وهو الذي وصفه القاضي أبو الحسن على بن الحسن الميانجي بقوله أبيات منها :
إذا ذكر الحسان من الجنان |
|
فحىّ هلا بوادي ماوشان |
تجد شعبا تشعّب كلّ همّ |
|
وملهى ملهيا عن كلّ شان |
بروض مؤنّق وخرير ماء |
|
ألذّ من المثالث والمثاني |
وتغريد الهزار على ثمار |
|
تراها كالعقيق وكالجمان |
فيالك منزلا لو لا اشتياقى |
|
أصيحابي بدرب الزعفراني |
ومن القلاع بتلك النواحي قلعة كشاف ـ بضمّ الكاف وبالشين المعجمة ثم ألف وفاء في الآخر ـ وهي قليعة بين الزاب والشط قريبة من مصب الزاب في الشط ، وهي عن أربل على نحو مرحلتين في جهة الغرب ، وبالقرب من كشاف مروج ومراع ، وهي منازل للتتر.
قال ابن حوقل : وهمذان هي وسط بلاد الجبل ، وزنجان على النهاية الشمالية ، وجنوبيها أبهر وجبل دباوند على النهاية الشرقية ، وغربيه بميلة إلى