ثانية ، ثم إذا تجاوز الكرك شمالا مر على سمت جبال التراكمين وهم تراكمين ابن قرمان ، ثم ابن الجيد وابن الأشرف ، ثم يسامت بلاد سليمان باشاه وهو صاحب البلاد المتاخمة لبلاد إسطنبول من شرقي الخليج القسطنطيني ، ثم يعطف البحر مغربا.
وينقطع اشتماله فيمر على مصب الخليج القسطنطيني وهو مصب بحر نيطش المعروف في زماننا ببحر القرم في بحر الروم على ما سنذكره إن شاء الله ، ثم يمتد البحر مغربا بميلة إلى الجنوب حتى يمر على بلاد الفرنج وهي بلاد تعرف ببلاد المرا وهي غربي بلاد قسطنطينية ، ثم يمر بين الغرب والجنوب ويتجاوز بلادا يقال لها : بلاد الملنجوط ثم يمتد كذلك إلى بلاد يقال لها : الباسليسة وهي امرأة ملكة ومن طرف بلاد الباسليسة يخرج من البحر جون البنادقة الذي سنصفه ، ومن الجانب الآخر بلاد بولية وهي تقابل بلاد الباسليسة ومخرج جون البنادقة بينهما مغرّبا بميلة إلى الشمال وجميع هذه الأسماء الأعجمية قد حققناها بالضبط في آخر جداول هذا الكتاب ، ثم يمتد البحر جنوبا حتى يتجاوز بلاد بولية إلى بلاد قلّورية ويقال لها : قلفرية أيضا ، ثم يمتد على ساحل رومية وينقطع تغريبه ويأخذ جنوبا نصبا ؛ حتى يتجاوز سواحل رومية إلى بلاد يقال لها : التسقان ثم يمتدّ كذلك جنوبا إلى بلاد بيزة التي منها الفرنج البيازنة.
ثم يمتدّ كذلك جنوبا حتى يمر على جنوة ؛ حيث الطول : إحدى وثلاثون ، والعرض إحدى وأربعون وثلث ، ثم يتجاوز جنوة فيعطف شمالا وغربا إلى بلاد اللنبرديّة وهي حيث الطول : ثلاثون درجة وكسر ، والعرض ثلاث وأربعون وكسر ، ثم يأخذ مغربا إلى جبل البرت وهو الجبل الفاصل بين الأندلس وبين بلاد الفرنج.
وفي سمت جبل البرت المذكور مدينة طركونة في نهاية الأندلس حيث