البحر والبحر ينعطف من أول حدود برقة إلى جهة الشمال ، ولا يزال مشتملا إلى رأس أوثان ، وهو جبل داخل في البحر حيث الطول أربع وأربعون بحاله والعرض أربع وثلاثون ، ثم يشرق البحر من رأس أوثان إلى رأس تبني وهو جبل في البحر قبالة رأس أوثان من جهة الشرق ، وإذا وصل البحر إلى رأس تبني انعطف إلى جهة الجنوب وامتد جنوبا إلى أن يسامت العقبة وهي أول حدّ الديار المصرية حيث الطول تسع وأربعون درجة والعرض اثنتان وثلاثون ، ثم يأخذ مشرقا وجنوبا إلى الإسكندرية حيث الطول إحدى وخمسون درجة وعشرون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون ونصف ، ثم يأخذ مشرقا إلى دمياط حيث الطول أربع وخمسون والعرض بحاله إحدى وثلاثون وكسر ، ثم يأخذ البحر مشرقا إلى العريش بالقرب من غزة ومن العريش ينقطع تشريقه ويأخذ إلى غزة ثم إلى عسقلان ، ثم إلى يافا ثم إلى قيسارية ثم إلى عثليث ثم إلى عكا ثم إلى صور ثم إلى صيدا ثم إلى بيروت [وكل واحدة من هذا المدن التي من غزة إلى هنا في سمت الشمال عن الأخرى لكن من غزة إلى كيفا كل ثانية تميل عن الأخرى عن وسط الشمال شيئا يسيرا إلى الشرق] ، ثم إلى جبيل ثم إلى أنفة الشام ثم إلى طرابلس الشام ثم إلى انطرطوس ثم إلى مرقية ثم إلى بلنياس بلدة المرقب ثم إلى بلدة وهي بليدة خراب ثم إلى جبلة ثم إلى الاذقية ثم إلى السويدية ميناء أنطاكية ، وجميع هذه الأماكن المذكورة مدن على ساحل البحر أكثرها خراب وبعضها عامر ، وجميعها متقاربة الأطوال ومتفاوتة العروض ، كل ثان منها شمالي الأول وعرضه أكثر من عرضه ، [وعند السويدية انتهى تشريق هذا البحر] ، ثم يأخذ البحر من السويدية غربا وشمالا حتى يتجاوز حدّ مملكة الإسلام ، ثم يأخذ شمالا ويمر على باب إسكندرونة وهو الحدّ بين المسلمين والأرمن ، ثم يمر على باياس ، ثم يأخذ غربا وشمالا إلى إياس ميناء بلاد الأرمن ، ثم يمر على سواحل طرسوس حيث الطول ثمان وخمسون والعرض سبع وثلاثون ونصف ، ثم يمتد شمالا ومغربا حتى يتجاوز حدود الأرمن عند الكرك بضم الكاف الأولى وسكون الراء المهملة ، وفي الآخر كاف