على بعد شوط فرس ، وتعرف هذه البحيرة بالبحيرة المنتنة وليس فيها حيوان ولا سمك ولا غيره ، وهي تقذف بشيء يسمّى الحمر بضمّ الحاء المهملة وفتح الميم المشدّدة ثم راء مهملة ويلطخ منه أهل تلك البلاد كرومهم وأشجار تينهم ، ويزعمون أنه للشجر كالتلقيح للنخل.
وعلى القرب من البحيرة المنتنة ديار قوم لوط وهي ديار تسمّى الأرض المقلوبة وليس بها زرع ولا ضرع ولا حشيش ، وهي بقعة سوداء قد فرش بها حجارة كلها متقاربة في الكبر ، ويروى أنها من الحجارة المسوّمة التي رمي بها قوم لوط ، والشراة بفتح الشين المعجمة والراء المهملة ثم ألف وهاء في الآخر.
ومن الأماكن المشهورة بالشام جبل عاملة وهو ممتدّ في شرقي الساحل وجنوبيه حتى يقرب من صور ، وعليه الشقيف الذي استرجعه الملك الظاهر بيبرس من أيدي الإفرنج وكانت رعاياه في حكم الفرنج ، وفي شرقيه وجنوبيه جبل عوف وكان أهله عصاة فبنى عليهم أسامة حصن عجلون حتى دخلوا في الطاعة ، وهو معقل حصين مشرف على الغور ، ولبلده أشجار وأنهار وخصب كثير.
وفي شرقيه وجنوبيه جبل الصلت ، كان أهله عصاة فبنى عليهم الملك المعظم حصن الصلت حتى دخلوا في الطاعة ، وبينه وبين عجلون مرحلتان ، وكذلك بينه وبين الكرك وجبل الشراة في جنوبي البلقاء وخلفه البرّيّة ويسكنه الآن فلاحون.
وفي جهة جبل الشراة الحميمة التي خرج منها بنو العباس إلى الخلافة بالعراق ، بضم الحاء ثم ميمين مفتوحتين بينهما ياء آخر الحروف وفي آخرها هاء ، وهي قرية على مرحلة من الشوبك ومن الأماكن المشهورة بتلك الناحية معان.