وعلى الصخرة قبّة عالية جدّا ، وارتفاع الصخرة من الأرض قريب القامة وينزل إلى تحتها بمراق إلى بيت يكون طوله بسطة في مثلها ، وليس ببيت المقدس ماء جار سوى عيون لا تتّسع للزروع وهي من أخصب بلاد فلسطين ، ومحراب داود بها.
قال الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمّى بالعزيزي : إن الوليد بن عبد الملك لما بنى القبّة على الصخرة ببيت المقدس بنى أيضا هناك عدّة قباب وسمّى كلّ واحدة باسم ، فمنها : قبّة المعراج وقبّة الميزان وقبة السلسلة وقبة المحشر ، قال : وإنما فعل ذلك ؛ ليعظم موقع القدس في نفوس أهل الشام وينتهون به عن الحجّ إلى بيت الله الحرام ، قال : فإنه كان يكره مسير الناس على الحجاز لئلا يطلعوا من أهل الحجاز على فضل آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيتغيّرون على بني أمية والعهد عليه في ذلك.
ومن بلاد فلسطين لدّ ، قال في اللباب : بضم اللام وتشديد الدال المهملة وهو موضع بالشام وبه يقتل الدّجّال ، ولدّ على شوط فرس من الرملة.
ومن تلك الأماكن اللّجّون بفتح اللام وضم الجيم المشددة وهي قرية على نصف مرحلة من بيسان في جهة الغرب عن بيسان ، وذكر في كتاب الأطوال أن موضوعها حيث الطول نرمه والعرض ل T.
ومن الأماكن المشهورة بالشام الرقيم وهو بليدة صغيرة بقرب البلقاء وبيوتها كلها منحوتة من صخر كأنها حجر واحد ، والبلقاء إحدى كور الشراة وهي خصبة ، وقاعدة البلقاء حسبان بضّم الحاء وسكون السين المهملتين وفتح الباء الموحدة ثم ألف ونون في الآخر ، وهي بلدة صغيرة ، ولحسبان واد به أشجار وأرحية وبساتين وزروع ، ويتّصل هذا الوادي بغور زغر ، والبلقاء عن أريحا على مرحلة ، وأريحا عن البلقاء في جهة الغرب وبحيرة زغر جنوبي أريحا