اسم لعدة مواضع جميعها من مصر ، وبوصير التي من أعمال الفيوم هي بوصير قوريذس ، وبها قتل مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية ، وبوصير السدر من الجيزية ، وبوصير أيضا من كورة السمنودية ، ويقال لها بوصيربنا : بفتح الباء الموحدة والنون ، وبوصير أيضا بلدة من كورة بوش : بضم الباء الموحدة وسكون الواو ثم شين معجمة ، جميع ذلك من ديار مصر. وإلى جانب الفسطاط من شماليها مدينة القاهرة أحدثها الخلفاء الفاطميون الذين ظهروا بالمغرب ، ثم ملكوا مصر ، وكان أول من ملك منهم بمصر المعزّ : معدّ بن المنصور إسماعيل بن القائم محمد بن المهدي عبيد الله ، فملك ديار مصر ، واختط القاهرة في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ... قال ابن سعيد : ولما اختط القاهرة رغب الناس فيها ، ونسوا الفسطاط ، وزهدوا فيه بعد الاغتباط به.
قال : وكانت القاهرة بستانا لبني طيلون على القرب من مدينة ملكهم المعروفة بالقطائع ، وسميت القاهرة للتفاؤل أي : لتقهر من خالف أمرها ، والقاهرة ليست على شط النيل بل في شرقيه ، والفسطاط على حافة النيل ، وهو محط وإقلاع للمراكب ، وبسبب ذلك صار الفسطاط أكثر رزقا وأرخص أسعارا من القاهرة.
ومن الآثار الغريبة العجيبة بديار مصر الهرمان ـ تثنية هرم ـ بفتح الهاء والراء المهملة وفي آخرها ميم ، وهما بناءان عظيمان لا يبلغ رأس أحدهما النّشّاب إذا رمى به عن قوس قوي ، وهما مقابر الأوائل ، وقد نقل فيهما أخبار كثيرة لم تتحقق ، وهما في غربي الفسطاط على نحو نصف مرحلة وبالقرب منهما أهرامات كثيرة لا تبلغ قدر هذين الهرمين.
ومن بلاد مصر : العباسة وهي شمالي بلبيس على نحو مرحلة منها ، وهي محدثة سميت باسم عباسة بنت أحمد بن طيلون ، لأنها خرجت إلى موضع العباسة مودعة بنت أخيها قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طيلون لما