لاحتراق أهله ، ومن قرب منهم لونا وشعرا وخلقا ، ويصير في مدة اثني عشر شهرا ، وهو سنة كاملة في خط الاستواء : ربيعان وصيفان وخريفان وشتاءان.
فإن الشمس إذا حلّت برأس الحمل سامتت رءوس أهل خط الاستواء ، وهو أول فصل صيفهم الأول ، فإذا حلّت بنصف برج الثور كان أول خريفهم الأول ، وإذا حلّت بأول برج السرطان كان أول فصل شتائهم الأول ؛ لأنها تكون حينئذ في نهاية البعد عن خط الاستواء في الشمال ، وإذا حلّت بنصف برج الأسد كان أول فصل ربيعهم الأول ، وإذا حلت برأس الميزان كان أول الصيف الثاني ، وإذا حلت بنصف العقرب كان أول الخريف الثاني ، وإذا حلت بأول الجدي كان أول الشتاء الثاني ؛ لأنها حينئذ تكون في نهاية البعد عن خط الاستواء في الجنوب ، وإذا حلت بنصف برج الدلو كان الربيع الثاني.
كلام كلي على الأقاليم السبعة
اعلم أن معظم العمارة يقع بين ما يجاوز عشر درجات في العرض إلى حدود الخمسين ، فقسمها أهل الصناعة بالأقاليم السبعة ؛ ليكون كل إقليم تحت مدار تتشابه أحوال البقاع التي فيه ، وكل إقليم منها يمتد ما بين الخافقين طولا ، ويكون عرضه قدرا قليلا ، وهو ما يوجب تفاضل نصف ساعة في مقادير النهار الأطوال ، والجمهور جعلوا مبدأ الأطوال من جانب المغرب ليكون ازدياد عدد الطول في جهة توالي البروج ، ومبدأ العرض خط الاستواء ؛ لأنه بالطبع متعين ، وقد ذكر أن بدأة العمارة في المغرب كانت في جزائر تسمى بالخالدات ، وهي الآن غير معمورة ، فجعل بعضهم الجزائر المذكورة مبدأ الطول ، وقوم آخرون جعلوا ساحل البحر الغربي مبدأ وبينهما عشر درجات من دور معدّل النهار ، وأما نهاية العمارة في الجانب الشرقي فهو موضع يقال له : كتكدز ومنتصف ما بين النهايتين أعني : الغربية والشرقية على خط الاستواء يسمّى قبة الأرض ، وهي على بعد ربع الدور من المبدأ الغربي ، ويلزمها الاختلاف بسبب الاختلاف في المبدأ الغربي أعني : كونه الجزائر الخالدات أو