أبو المجد بن أخت أحمد بن خلف :
الممتع المعريّ ، شاعر من أهل معرة النعمان. قرأت في جزء وقع إليّ بخط بعض المعريّين يتضمن المراثي التي رثي بها أبو العلاء بن سليمان حين مات ، وفيه لأبي المجد بن أخت الممتع :
صروف الليالي لا يحيط بها خبر |
|
يصرفها فينا ويحتكم الدهر |
فسيان إذ قصر النفوس مالها |
|
إلى الموت قسرا طال أم قصر العمر |
سبيل الردى في سائر الخلق واضح |
|
ومسلكه ألا يفعل التقى وعمر |
ولم أر إلّا عالما مثل جاهل |
|
يضل على علم وبالدهر يغتر |
فلولا التساوي مات قوم بدائهم |
|
ولكن تساوى في الردى العبد والحر |
وما العمر إلّا مثل حول قطعته |
|
وكان سواء فيه يومك والشهر |
حكت سفنا في لج بحر جسومنا |
|
تسير بأرواح وغايتها الكسر |
وكلّ طليق في الحياة تظنه |
|
أسير حمام لا يفك له أسر |
يسر بتشييد المساكن ساكن |
|
ومسكنه المسكين لو علم القبر |
وليس غناه بالحميد مآله |
|
وأحمد منه في عواقبه الفقر |
وشرخ شباب المرء في العذر مطمع |
|
فأما إذا شاب العذار فلا عذر |
بنفسي مفقود جزعنا لفقده |
|
فأصبح إلّا فيه يستحسن الصبر |
يعز علينا أن نعزي به العلى |
|
ويصبح مفجوعا به المجد والفخر |
ونفقد من أخلاقه وعلومه |
|
رياض ربيع لم يصوّح (١) بها الزهر |
(١٨٧ ـ ظ)
لئن عدم الأولاد من ظهره لقد |
|
حوى بأبي المجد الذي عدم الظهر |
قلت : يريد بأبي المجد أخاه ، لأن أولاد أخيه كانوا يتولون خدمة عمهم أبي العلاء.
نجوم سماء لا يغضّ ضياءها |
|
تزايد أنوار الشموس ولا البدر |
لهم حكم لم يعط لقمان بعضها |
|
وأحكام داود الذي عنده الزبر |
__________________
(١) التصوح : أن ييبس البقل من أعلاه. القاموس.