وقرر أمره ، وعين له ما يكفيه ، واشترط في ولايته شروطا فيما يرجع إلى صيانة مجلس الحكم ، وأن لا يعارض في أحكامه ولا يتجوه عليه بجاه من ذي سلطان ولا غيره ، فأجيب الى ذلك جميعه ، وخرج من مدينة دمشق مبرزا للتوجه الى حماة ، فمرض بذات الجنب ثلاثة أيام ، وتوفي يوم الخميس ثالث عشر المحرم من سنة اثنتين وخمسين وستمائة بمدرسة ابن الزنجاري بالعقيبة ، ودفن بجبل الصالحين رحمه الله.
أبو القاسم بن برية :
الرقي القاضي درّس العلم بحلب ، وقرأ عليه بها أبو القاسم الخضر بن عبد الله البالسي ، وحكى عنه.
أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي ـ بالبيت المقدس ـ قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال : أخبرني الشيخ أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن الفرّاء المقرئ البصري الدمشقي ـ بالمقدس ـ قال : سمعت أبا القاسم الخضر بن عبد الله البالسي يقول : قال لنا القاضي أبو القاسم بن بريه الرقي بحلب ، ونحن ندرس عليه الفرائض والحساب ، وغير ذلك : العلم أشد المعشوقين (١٦٩ ـ و) دلالا ، لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، وأنت إذا أعطيته كلك على غرر من إعطائه لك البعض.
أبو القاسم بن جلبات المعري :
شاعر مذكور ، وتلقب بالكامل ، واسمه علي ، وقد قدمنا ذكره.
أبو القاسم بن حسن بن أبي القاسم المقدادي :
قاضي رحبة مالك بن طوق ، فقيه شافعي المذهب ، من ولد المقداد بن الأسود ، رأيته بالرّحبة ، وذكر لي أنه قدم حلب ، ثم عدت الى الرحبة مرة ثانية ، فقيل لي إنه توجه إلى حلب في شغل يتعلق بصاحب الرحبة.
سمع مني شيئا من الحديث بالرحبة ، وسمعت منه بها الأحاديث الخمسة التي خرجها الشيخ عسكر النصيبي من جزء الأنصاري ، من حديث أنس بن مالك وهي الثمانيات ، سمعتها منه بسماعه من عسكر النصيبي عن ابن منينا عن أبي بكر محمد