حرف القاف في الكنى
ذكر من كنيته أبو القاسم (١٦٨ ـ و)
أبو القاسم بن ابراهيم بن هبة الله :
ابن اسماعيل بن نبهان بن محمد الشافعي القاضي الفقيه الحموي ، الملقب بالعماد ، ويعرف أبوه بابن المقنشع ، فقيه فاضل متورع ، ولي قضاء حماة سنة اثنتي عشرة وستمائة ، وبقي قاضيا بها إلى أن عزل عن القضاء ، وتوجه إلى حلب فأقام بها مدة وتأهّل بها ، وقطن ، ثم رحل منها إلى حمص واتصل بخدمة الملك المجاهد شير كوه بن محمد بن شير كوه ، وحظي عنده ثم من بعده عند ولده الملك المنصور إبراهيم ، وسير إلى بغداد منها رسولا مرارا متعددة ، وإلى حلب وغيرها من البلاد ، ثم انتقلت حمص إلى الملك الأشرف موسى بن إبراهيم ، فسيره رسولا إلى مصر إلى صاحبها الملك الصالح أيّوب ، وكان قد صاهر وزير الملك الأشرف المخلص بن قرناص على ابنته ، فتجدد من الحوادث أن قبض الملك الأشرف على وزيره المذكور ، حميه ابن قرناص ، فلم يعد إليه من مصر ، وأقام بالديار المصرية إلى أن ولاه الملك الصالح أيوب القضاء بمدينة مصر ، فبقي قاضيا يحكم بين الناس إلى أن عزل عن القضاء في سنة إحدى وخمسين وستمائة.
وكان موفقا في أحكامه عادلا في أقضيته حافظا لناموس القضاء ، فقيها معتبرا ، عارفا بالمذهب والخلاف ، له هيبة وتصون وكان قد ولي التدريس بالمدرسة الأسدية بحلب ، وولي التدريس بالنورية بحماة (١). (١٦٨ ـ ظ).
ولما عزل عن قضاء مصر توجه منها إلى دمشق ، فأقام بها مدة ، ثم استدعي إلى حماة ليتولى قضاءها ، وطلب من الملك الناصر يوسف لذلك ، فسير إليه في ذلك ،
__________________
(١) في حي الباشورة على مقربة من قلعة حماة.