الآن ، ولكل شيء أوان ، مع اعتقادي (١٤١ ـ و) أنها بكر كلامه ، وفضيضة ختامه ، حتى رويت عن الحسن أن أبا بكر خطب فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإن لي شيطانا يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا فراعوني فإن استقمت فأعينوني وان اعوججت فقوموني ، ووليتكم ولست بخيركم. قال الحسن : بلى والله إنه لخيرهم ولكن المؤمن يهضم نفسه.
أبو علي الأنطاكي :
شاعر ، قرأت له بيتين في الحماسة العراقية :
لا وحلو الهوى ومر التجني |
|
ومخط العذار في صحن خدّه |
لأذيبن وجنتيه بلحظي |
|
مثل ما قد أذاب قلبي بصده |
أبو علي الفقيه الخراساني :
الوزير ، كان فقيها نبيلا ، وزر لبعض القواد القادمين الى حلب في نفير خراسان ، فإن بعض القواد من الاسباسلارية (١) قدم حلب ، وكان هذا الفقيه وزيرا له ، واجتمع بأبي القاسم الأفطسي بحلب ، وحكى له مناما رآه : رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بالنفير ، وحكى عنه الحكاية أبو القاسم الافطسي قال في ذكر فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الشبيه ، ما ذكره أبو الغنائم الزيدي في كتاب نزهة عيون المشتاقين ، ورواه عن أبي اسماعيل يحيى بن أبي يعلى (١٤١ ـ ظ) حمزة ابن أحمد الشاعر الأنطاكي قال : حدثني والدي أبو يعلى حمزة عن والدته فاطمة بنت محمد بن أحمد بن محمد الشبيه فذكر حديث فتح الروم حلب في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة ، وأسرها وخلاصها من الأسر ـ على ما نذكره في ترجمتها مع النساء إن شاء الله تعالى ـ قال : ثم جاء نفير من خراسان الى حلب مع اسباسلار من القواد جليل في خمسة آلاف فارس ، فأنزلهم سيف الدولة ، وحمل اليهم ما أعده لهم من الهدايا والعلوفات الكثيرة ، وكان وزير هذا الاسباسلار شيخا كبيرا نبيلا يعرف بأبي علي الفقيه ، فسأل عن امرأة شريفة أسرت فعرفوه
__________________
(١) أي من ذوي الرتب العالية.