توفي الشريف الزمن الفاسي بحلب قبل الستمائة ودفن في تربة الشيخ أبي الحسن الفاسي خارج باب الأربعين ، وكان قد اجتمع بحلب ثلاثة من الاولياء الصالحين من أهل فاس ، فدفنوا كلهم في هذه التربة : الشريف الزمن هذا ، والشيخ عبد الحق الفاسي والشيخ أبو الحسن الفاسي ، وكلهم اجتمعت به نفعنا الله ببركتهم.
أبو عبد الله المصيصي :
حكى عن مملوك لم يسم ، كان بالمصيصة ، روى عنه مخلد ، وسنذكر حكايته في المجهولين الأسماء ان شاء الله تعالى.
أبو عبد الله النباجي :
صلى بأهل طرسوس ، واسمه سعيد بن بريد (١). (١٢٨ ـ ظ).
أبو عبد الله الخليع :
الشامي شاعر مجيد من شعراء سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان بحلب : واسمه الغمر بن أبي الغمر ، روى عنه أبو بكر الخوارزمي.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري اذنا عن أبي القاسم بن السمر قندي قال : أنبأنا أبو يعقوب الأديب قال : أخبرنا أبو منصور الثعالبي قال : أما الخليع فكنيته أبو عبد الله ، وقد ذهب عليّ اسمه ، وكان شاعرا مفلقا قد أدرك زمان البحتري ، وبقي الى أيام سيف الدولة رحمه الله ، فانخرط في سلك شعرائه.
فحدثني أبو بكر الخوارزمي قال : رأيت الخليع بحلب شيخا قد أخذت منه السن العالية ، وثقلت عليه الحركة فمما أنشدني لنفسه قوله :
جيراننا جار الزمان عليهم |
|
اذ جار حكمهم على الجيران |
ما الشأن ويحك في فراق |
|
فريقهم الشأن ويحك في جنون جناني |
خذ يا غلام عنان طرفك فاثنه |
|
عني فقد حوت الشمول عناني |
سكران سكر هوى وسكر مدامة |
|
أنى يفيق فتى به سكران |
__________________
(١) تقدمت ترجمته في الجزء التاسع : ٤٢٨١ ـ ٤٢٨٨.