منبج ، وقد ذكرنا في ترجمة أخيه أبي الغوث ملاحاة جرت بينه وبين أخيه أبي سعد ، وأن أباهما قال لهما : ان الغصنين من هذه الشجرة.
أبو سعد بن أبي الحسين بن عبد الله :
الشرابيشي الحلبي ، والد شيخنا أبي عبد الله محمد بن أبي سعد ، حكى عن الحافظ المرادي ، وقطب الدين الحسن بن عبد الله بن العجمي ، حكى عنه ولده محمد بن أبي سعد.
سمعت الشيخ الصالح أبا عبد الله محمد بن أبي سعد قال : حدثني أبي (٩٦ ـ ظ) قال : كان بحلب رجل يقال له ابن سميع يسكن بباب اليهود الذي يقال له الآن باب النصر ، وكان ضامن سوق الدواب مكاسا. قال الشيخ محمد : وكان بينه وبين والدي معرفة ، فاتفق أن حضرته الوفاة فأوصى الى والدي أن يخرج عنه حجة وصدقة ، وغير ذلك ، وكان له أخوات لم يكن له وارث غيرهن ، وكان لبيت المال معه تعلق ، وأثبت والدي وصيته عند محي الدين بن الشهرزوري ، وحضر بعد موته بمدة نواب الحشر ووالدي داره لاعتبار تركته.
قال والدي : فابتدر أحد الجماعة وقال : رأيته في النوم وهو على حال حسنة ، وقال لي : غفر الله له بهذه القطيطة ، فنظرت فاذا هرة مبتلة في الشمس ، فسمع أخواته من أعلى الدار قول القائل عن المنام فقالوا : والله نعرف له حكاية مع هذه القطة التي تذكر ، وذلك أنه كان له هرة يألفها ، وتدور به ويحضنها ويطعمها على مائدته ويأنس بها ، فاتفق انه خرج يوما الى سوق الدواب فمضت الهرة الى المستراح فسقطت فيه ، فلما جاء من سوق الدواب وعليه التراب جلس ومد رجليه الى أسفل القاعة ، وطلب ماء ليغسل رجليه وسأل عن طعام هيئ له ، فصعدت اخته لتصب له الطعام ، وبقيت أخته الاخرى عنده تغسل رجليه ، فقالت له (١) ما (٩٧ ـ و) تعلم يا أخي ما جرى على القطيطة؟ فقال لها : وما ذلك؟ قالت : سقطت في المستراح ،
__________________
(١) جاءت بقية هذه الحكاية في ٩٨ ـ ظ ، وكتب ابن العديم بالهامش مقابل آخرها : تتلوه الورقة المزيدة. وهكذا جاءت المعلومات المسجلة على ثلاث ورقات بحاجة الى اعادة تنظيم ، فكان ذلك.