يوم العيد وسرحه فوصل الخبر الى المعرة انه وصل الى حلب وزف بها العصر من ذلك اليوم ، وكان الطائر للوزير ابن صعصعة ، فعمل القاضي أبو يعلى بن عبد الرزاق هذه الأبيات :
لله ما أحملك الرسائلا |
|
لست على قلب بلى على كلا |
غدوت محمولا وعدت حاملا |
|
أنملة تصدر عن أناملا |
فبقه مذكيا وذاكيا |
|
وأبقه لكل عام قابلا |
الصواب فوقّه ، ووقع في هذه الورقة كما ذكرنا ، ووقع إلي ديوان شعر القاضي أبي يعلى عبد الباقي بن أبي حصين عبد الله ، وفيه هذه الابيات ، وهي له في ديوانه ، وهو الصحيح ، وفيها زيادة على الأبيات المذكورة في هاتين الروايتين ، ولا يبعد عندي أن القاضي أبا يعلى عبد الباقي وأخاه القاضي أبا غانم عبد الرزاق كانا مجتمعين ، فاجتمعا على نظم الابيات ، فنسبت الى كل (٩٦ ـ و) واحد منهما ، فأما نسبتها الى أبي يعلى بن عبد الرزاق فلا أعرفه.
وأبو يعلى هو أخو عبد الرزاق ، وكلاهما ابنا أبي حصين ، والذي وجدته في ديوان أبي يعلى عبد الباقي بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة وكان محققا :
لله ما أحملك الرسائلا |
|
مضيت محمولا وعدت حاملا |
أنملة تصدر عن أناملا |
|
ان كنت في عي اللسان باقلا |
فأنت سحبان بليغ وائلا |
|
أقبلت لا تجنّب القبائلا |
ولا القنا تخشى ولا القنابلا |
|
فقصّ يا رب له الأجادلا |
وقصّه الحيول والحبائلا |
|
ووقه مذكيا (١) وقاتلا |
وبقه لكل عام قابلا
معنى قصّه أي أبعده وأخره.
أبو سعد بن الوليد بن عبيد البحتري :
روى عن والده أبي عبادة البحتري شعره ، وكان فاضلا أديبا ، وكان يسكن
__________________
(١) الذكاة : الذبح.