من النساء بحسن
زيّ وشكل ، يتنبه بها الباه ، وتتلّ الجباه ، وتوجد للأزواج الأشباه ، إلى وفور النشب
وكثرة الخشب ، ووجود الرقيق وطيب الدقيق ، وإمكان الإدام ، وتعدد الخدام ، وعمران
المساجد والجوامع وإدامة ذكر الله في المآذن والصوامع.
وأما مدينة الملك فبيضاء كالصباح ، أفق للغرر الصباح ، يحتقر لإيوانها إيوان
كسرى ، وترجع العين حسرى ، ومقاعد الحرس ، وملاعب الليث المفترس ، ومنابت الدوح
المغترس ، ومدرس من درّس أو درس ، ومجالس الحكم الفصل وسقائف الترس والنصل ،
وأهداف الناشبة أولى الخصل ، وأوا وين الكتاب ، وخزائن محمولات الأقتاب ، وكراسي
الحجّاب ، وعنصر الأمر العجاب. إلى الناعورة التي مثلت من الفلك الدوّار مثالا ، وأوحى الماء إلى كل
سماء منها أمرها فأبدت امتثالا ، ومجّت العذب البرود سلسالا ، وألفت أكوابها
الترفّه والترف فإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.
وقوراء من قوس
الغمام ابتغوا لها مثالا أداروها عليه بلا شكّ
فبين الثريا
والثرى سد جرمها
|
|
وللفلك الدوّار
قد أصبحت تحكي
|
تصوغ لجين النهر
في الروض دائما
|
|
دراهم نور قد
خلصن من السبك
|
وترسل من
شهبانها ذا ذؤابة
|
|
فتنفي استراق
السمع من حوزة الملك
|
تذكرت العهد
الذي اخترعت به
|
|
وحنّت فما تنفك
ساجعة تبكي
|
ثم قال ، إلا أن
حرّ هذه المدينة مذيب ، وساكنها ذيب ومسالكها
__________________