قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الرّحلة الآنوريّة إلى الأصقاع الحجازيّة والشاميّة

الرّحلة الآنوريّة إلى الأصقاع الحجازيّة والشاميّة

الرّحلة الآنوريّة إلى الأصقاع الحجازيّة والشاميّة

المؤلف :محمّد كرد علي

الموضوع :القرآن وعلومه

الناشر :مكتبة الثقافة الدينية

الصفحات :215

تحمیل

الرّحلة الآنوريّة إلى الأصقاع الحجازيّة والشاميّة

132/215
*

الله تعالى كما في القرآن (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

وتكلم بعد هذا في اختلاف البشر وبين مراتبه ، فقال : إن الناس من حيث العموم في هلاك ما داموا في الجهل المطبق ، كما جاء في الحديث النبوي الشريف : «الناس هلكى». ومن أخذ حظه من علم مخصوص ، فقد دخل في الاستثناء الوارد في الحديث بقوله : «إلا العالمون» والعالم لا ينجو من الهلاك إلا إذا عمل بما علمه ، فماذا يفيد الزارع والصانع والمدرس والفقيه علمه مع قعوده عن العمل؟ ومن عمل بما علم فقد دخل في الاستثناء الوارد في الحديث بقوله : «إلا العاملون» فإن من عمل لرياء وسمعة ، وحرص على مدح في جريدة ، أو لبس ذهب وقصب ، أو نيل رتبة أو حمل وسام ، فقد باع العمل بلذة مؤقتة لا تصحبه حال الموت ولا بعده.

ومع ذلك فقد صرح سيد الأنام بأن المخلص في عمله أيضا على خطر عظيم ؛ لما يطرأ على النفوس في بعض الأحيان من الزهو والغرور. وذكر بعد ذلك أن أنور باشا فارق المناظر الزاهرة في دار الخلافة ، وذهب إلى طرابلس الغرب ، توسد فيها التراب ولبس أخشن الثياب ، وقد فعل ذلك بدافع الإخلاص لدينه ووطنه ، وكان أكثر المدعين للإخلاص نائمين على فرش الهناء ، لا يعلمون من طرابلس إلا اسمها ، ولم يشاهدوا في الخريطة إلا رسمها.

إلى أن ختم خطابه بقوله : إن جميع المسلمين فرحون لتشريف وكيل القائد الأعظم لزيارة أراضيهم المقدسة ، وقد اقتفى ـ حفظه الله ـ أثر سلفه الصالح سلطان المجاهدين مولانا صلاح الدين الأيوبي ، وقد ابتهل الجميع إلى الله تعالى