يقسم على الله تعالى بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء ، لأنهم ليسوا في درجته (١).
التفضيل العالي بين أهل الرتب والعوالي :
المشهور من مذهب أهل السنة تفضيل الأنبياء على الملائكة ، ولم يشمل الخلاف فيه إلا عن القاضي أبي بكر ، وأبي عبد الله الحليمي ، وقال البيهقي : ذهب ذاهبون إلى أن الرسل من النبيين أفضل من الرسل / من الملائكة ، والأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة (٢) ، وذهب آخرون إلى أن الملأ الأعلى مفضلون على سكان الأرض ، واختار الحليمي تفضيل الملائكة ، والأكثرون على القول الأول.
وعن ابن عباس رضياللهعنهما أن الله تعالى «فضل محمدا صلىاللهعليهوسلم ، على أهل السماء وعلى سائر الأنبياء ، فهو صلىاللهعليهوسلم أفضل من الملائكة وأفضل خلق الله تعالى.
وكره مالك أن يقال زرنا قبر (٣) النبي صلىاللهعليهوسلم ، واختلف في ذلك ، فقيل :
__________________
(١) هذه الحكاية موضوعة ، ومن المقرر عند الصحابة والتابعين أنه لا يدعى عند القبر ولا يقسم على الله بأحد من خلقه ، فإن هذا سوء أدب مع الله جل شأنه.
(٢) راجع قول البيهقي في شعب الإيمان ١ / ٢٥.
(٣) ينبغي للزائر أن ينوي زيارة مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لا زيارة القبر ، لأن شد الرحال على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور ، وإنما يكون لزيارة المساجد الثلاثة : المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى ، ولو كان شد الرحل لقصد قبره صلىاللهعليهوسلم ، أو قبر غيره مشروعا لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله ، لأنه لا يجوز في حقه صلىاللهعليهوسلم ، أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة ، ولأنه أفصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم خشية لله ، فمن سافر لزيارة مسجده صلىاللهعليهوسلم ، والصلاة فيه فهذا هو الذي عمل العمل الصالح ، ومن قصد السفر لمجرد زيارة قبره صلىاللهعليهوسلم ، ولم يقصد الصلاة في مسجده فهذا مبتدع مخالف لسنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
انظر : سعود بن إبراهيم الشريم : المنهاج للمعتمر والحاج ص ١٠٧ ـ ١٠٨.