وعلى حسن خلافته في أمته بعد وفاته ، فلقد كنتما لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وزيري صدق في حياته ، وخلفتماه بالعدل والإحسان بعد وفاته ، فجزاكما الله عن ذلك مرافقته في جنته وإيانا معكما برحمته إنه أرحم الراحمين ، اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك ، وأبا بكر وعمر ، وأشهد الملائكة النازلين على هذه الروضة الكريمة والعاكفين عليها ، إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأشهد أن كل ما جاء به من أمر أو نهي وخبر عما كان ويكون ، فهو حق لا كذب فيه ولا افتراء ، وإني مقر إليك يا إلهي بجنايتي ومعصيتي في الخطرة والفكرة والإرادة والغفلة ، وما استأثرت به علي مما إذا شئت أخذت به ، وإذا شئت عفوت عنه مما هو متضمن للكفر والنفاق ، أو البدعة ، أو الضلالة ، أو المعصية ، أو سوء الأدب معك ومع رسولك ومع أنبيائك وأوليائك من الملائكة والجن والإنس وما خصصت من شيء في ملكك ، فقد ظلمت نفسي بجميع ذلك ، فاغفر لي وامنن عليّ بما مننت به على أوليائك ، فإنك أنت المنان الغفور الرحيم» (١).
وقال نافع (٢) : «كان ابن عمر رضياللهعنهما يسلم على القبر ، رأيته مائة مرة وأكثر يجيء إلى القبر فيقول : السلام على النبي ، السلام على أبي بكر ، السلام على أبي حفص ثم ينصرف» (٣).
وينبغي أنه إذا سلم على عمر رضياللهعنه [أن](٤) يرجع إلى موقفه
__________________
(١) هذا القول والدعاء والسلام المنقول عن أبي الحسن الشاذلي ـ نقلا عن المطري في التعريف ص ٢٦ ـ لا دليل عليه ، ويكتفى بما نقل عن الصحابة والتابعين والسلف الذين هم القدوة.
(٢) نافع مولى عبد الله بن عمر ، كان من كبار التابعين ومن المحدثين الثقات ، توفى سنة ١١٧ ه.
انظر : البخاري : التاريخ الكبير ٨ / ٨٤ ، ابن حجر : التهذيب ١٠ / ٤١٢.
(٣) قول نافع كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا ٢ / ٧٠ ، المراغي : تحقيق النصرة ص ١١١.
(٤) سقط من الأصل والاضافة من (ط).