ينام يقرأ الآية المذكورة ، وقرأها البصري : يا أيها الذين آمنوا فصلوا ، بزيادة فاء.
قال ابن عطية في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)(١) : «روت فرقة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قيل له : كيف صلاة الله على عباده؟ قال : «سبوح قدوس رب الملائكة والروح رحمتي سبقت غضبي» ، قيل : إن هذا القول كله من كلام الله ، وهي صلاته على عباده ، وقيل : صلاة الله على عباده «رحمتي سبقت غضبي» والأول كلام النبي صلىاللهعليهوسلم تقدمه من كلام الله تعالى» (٢).
تنبيه :
التشريف الذي شرف به نبينا صلىاللهعليهوسلم في هذه الآية أتم وأبلغ من تشريف آدم بأمر الملائكة بالسجود له ، لأنه لا يجوز أن يكون الله سبحانه وتعالى مع الملائكة في ذلك التشريف.
__________________
(١) سورة الأحزاب آية (٤٣).
(٢) قول ابن عطية ورواية فرقة ذكرها في تفسيره المحرر الوجيز ١٢ / ٧٨ ونقلها عنه : القرطبي في الجامع ١٤ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ، وجزء الحديث «سبوح قدوس ...» أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود برقم (٢٢٣) ١ / ٣٥٣ عن عائشة ، أبو داود في سننه برقم (٨٧٢) ١ / ٢٣٠ عن عائشة ، النسائي في سننه كتاب الصلاة باب الذكر في الركوع ٢ / ١٩١ عن عائشة.
وابن عطية هو : عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي الغرناطي ، أبو محمد ، كان فقيها عارفا بالأحكام والحديث والتفسير نحويا لغويا وأديبا شاعرات سنة ٥٤١ وقيل سنة ٥٤٢ ه.
انظر : السيوطي : بغية الوعاة ٢ / ٧٣.