وادعى الثعلبي اتفاق العلماء على ذلك ، وقال : إنما اختلفوا فيمن أسلم بعدها (١).
وقيل : أول من أسلم وصلى أبو بكر قاله ابن عباس : وأبو أمامة الباهلي (٢).
وقيل : أولهم إسلاما زيد بن حارثة ، وذكر معمر نحو ذلك عن الزهري ، وهو قول سليمان بن يسار ، وعروة بن الزبير ، وعمران بن أنس (٣).
وقيل : أول من أسلم من الرجال : أبو بكر ، ومن الصبيان : علي ، ومن الموالي : زيد ، ومن العبيد : بلال ، ومن النساء : خديجة ، ومن الأنصار : جابر ابن عبد الله رضياللهعنهم (٤).
روي عن ابن عباس رضياللهعنهما أن أبا بكر رضياللهعنه لما كان مع النبي صلىاللهعليهوسلم في الغار [عطش فشكى ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اذهب إلى صدر الغار](٥) فاشرب ، قال أبو بكر : فانطلقت إلى
__________________
(١) راجع اختلاف السلف فيمن اتبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وآمن به وصدقه على ما جاء به من عند الله من الحق بعد زوجته خديجة رضياللهعنها ، عند الطبري في تاريخه ٢ / ٣٠٩ ، والماوردي في أعلام النبوة ص ٢٢٩ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣ / ١٠٩٤ وسيأتي بعد قليل في الحاشية توفيق محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٧٥ بين أقوال العلماء في أول من أسلم.
(٢) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ٢٣٠ ، وانظر : الطبري : تاريخ الرسل ٢ / ٣١٤ ، ٣١٥ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٣ / ٩٦٤ ، محب الدين الطبري : الرياض النضرة ١ / ٧٢.
(٣) وردت هذه الأقوال عند الطبري في تاريخه ٢ / ٣١٦ ، والماوردي في أعلام النبوة ص ٢٣٠.
(٤) ذكر ذلك محب الدين الطبري في الرياض النضرة ١ / ٧٥ ، وجمع بين الأحاديث المختلفة وأقاويل العلماء في أول من أسلم فقال : «والأولى التوفيق بين الروايات كلها وتصديقها فيقال : أول من أسلم مطلقا خديجة بنت خويلد ، وأول ذكر أسلم علي بن أبي طالب وهو صبي لم يبلغ وكان مستخفيا بإسلامه ، وأول رجل عربي بالغ أسلم وأظهر إسلامه أبو بكر بن أبي قحافة ، وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة ، وهذا متفق عليه لا خلاف فيه ، وعليه يحمل قول علي وغيره أول من أسلم من الرجال أبو بكر أي البالغين».
(٥) سقط من الأصل والاضافة من (ط).