والتاسع جامع يغن (١) شاه عند باب اخترق متسع منور عريض ، تطل شبابيكه على البساتين وعلى فضاء مخضر أريض وبوسطه بركة ماء عظيمة ، فإنه عبارة عن اربع ايوانات والبركة في وسطه محكمة جسيمة.
والعاشر جامع التفاح (٢) لا يصلي فيه الا الجمعة وله اشراف عجيب بالقرب من الدباغين ، وهو مشرف على النهور والبساتين.
والحادي عشر جامع محمود بيك خارج باب التبّانة معلق ايضا وله حسن بناء وترصين ، ولقد عددت فيه من القناديل البلور الطوال والمدورات الكبار نحو تسعين ، وخطيبه صاحبنا نقيب الاشراف السيد حسين.
والثاني عشر جامع (٢١ أاسطنبول) القلعة (٣) وهو ايضا عظيم الشأن. والقلعة واقعة في ذيل الجبل محكمة البناء يصعد اليها ببعض درجات وآغتها (٤) يقال له الحاج أحمد وقد انتقل بالوفاة الى رحمة الله الصمد ،
__________________
(١) جامع يغن شاه : يذكره الشيخ النابلسي باسم «جامع الغناشاه» مسجد مملوكي لا نعرف تاريخ بنائه ، هذا مع العلم انه يحمل نقشا يعود تاريخه الى سنة ٨٨٠ ه / ١٤٧٥ م يأمر فيه «بحماية زراعة اراضي الوقف للمسجد المذكور وتسليمها الى السيد نور الدين الأدهمي الحسيني» «ولقد اعيد بناء هذا الجامع حديثا بعد سقوطه ووضعت له القساطل الحديدية لجر المياه» انظر فان برشيم ، المصدر ذاته ، ص ١٢٩ ـ ١٣٠ ، وكذلك انظر النابلسي ، المصدر ذاته ، ص ٧٢ ، محمد كرد علي ، المرجع ذاته ، م ٦ ، ص ٥٣ ، السيد عبد العزيز سالم ، المرجع ذاته ، ص ٤١٥ ـ ٤١٦.
(٢) جامع التفاح : يذكره الشيخ النابلسي باسم «جامع التفاحي» لا نعرف عنه شيئا ، انظر النابلسي ، المصدر ذاته ، ص ٧٣ ، وربما كان هذا المسجد هو نفس المسجد الذي يذكره السيد عبد العزيز سالم باسم مسجد الدبّاغين ، المرجع ذاته ، ص ٤١٥.
(٣) ذكره الشيخ النابلسي ، المصدر ذاته ، ص ٧٣.
(٤) الأغا مصطلح تركي يعني الكبير أو الرئيس ، انظر شمس الدين سامي ، قاموس تركي ، اسطنبول ، سنة ١٣١٧ ، ص ٣٨ ، والجدير بالذكر انه كان قد تم تجديد برج في القلعة في عهد السلطان سليمان القانوني ، حيث يذكر احد النصوص فوق باب القلعة الكبير ما يلي : «بسم الله الرحمن الرحيم رسم بالامر الشريف العالي السلطاني الملكي المظفري سلطان سليمان شاه ابن السلطان سليم شاه لا زالت اوامره الشريفة مطاعة في الامراء بأن يجدد هذا البرج المبارك ليكون حصنا منيعا على دوام. وكان الفراغ من عمارته في شهر شعبان المبارك سنة سبع وعشرين وتسعماية» انظر دراسة اسد رستم. قلعة طرابلس الشام ، موقعها وموادها الاساسية ومساحتها وتحصيناتها ومناعتها ونقوشها الكتابية داخل بنائها الحالي ، بيروت ، سنة ١٩٢٨ ، ص ١١ ، كذلك راجع مقالة