مبنية بالأحجار مشرفة على وادي تخطه الأنهار وتحفه الأشجار يتخلل بين ذلك قطع من المرج الأخضر تحتوي على ساير الأزهار تنشرح بمرآها الصدور ويتردد اليها في غالب الاحيان للتنزه بها الأعيان والصدور. بناها رجل يقال له صمصمجي علي ، جاء الى طرابلس حوالة من قبل السلطنة العلية ، فذهب يوما من الأيام بقصد السير الى ذلك المحل وكان في محلها قصر مبني يتنزه به أهل البلدة فأعجبه فقال ينبغي أن نبني هنا محلا للمولوية فبنى مكانا آخر للمقابلة وجعل لها وقفا من الخزينة العامرة الا أنه جزئي لها ليس فيه فيض عن اقامة اودها (٢١ أبر) وذلك في حدود سنة ثمان (١) وعشرين والف من الهجرة النبوية على مهاجرها الف صلاة والف تحية. ومما اتفق لكتابه انني توجهت يوما لحضور المقابلة فكلفنا الشيخ المذكور الى خلوته ، فأجبنا فلما استقر بنا الجلوس ترحب بنا وصاحبنا بكلام لطيف مأنوس ، ثم أرانا كتابا في الادب وطلب منا ان يكون خطنا عليه للتبرك عنده فأجبناه وان لم نكن أهلا لذلك امتثالا للأمر التي (٢) هو من سلوك الأدب ، فكتبت عليه في الحال ما سمحت به القريحة من غير اهمال وهو :
مجزوء الكامل
لما اتيت لمجلس |
|
يدعى بمولى خانه |
وجلست فيه (٣) ساعة |
|
أكرم بها من ساعة |
طالعته فوجدته |
|
قد حاز كل لطيفة |
(١٨ ب اسطنبول)
فدعوت ربي مسرعا |
|
وهو المجيب لدعوتي |
يبقى لمالكه الذي |
|
يبدي علوم حقيقه |
__________________
(١) جاءت في الاصل «ثمانية».
(٢) كذا جاءت في النسختين.
(٣) وردت في نسخة اسطنبول «فيه» وفي نسخة برنستون» معه.