وودعنا الأهالي والأولاد ، وأضرمت نار الفرقة في صميم الفؤاد ، وسرنا على بركة الله تعالى فجزنا على صالحية (١) الشام وطلبنا المدد ممن بها من الأنبياء والأولياء الكرام ورأينا قبة سيّار (٢) العالية المقدار وهي في غاية الاشراف على الربوة (٣) وعلى دمشق التي هي من كل البلدان صفوة. وقدمنا على قرية دمّر (٤) التي جار عليها الزمان ولها دمّر واذا
__________________
(١) احدى خطط مدينة دمشق الشام المحاذية لجبل قاسيون ، سكنها المهاجرون من فلسطين على اثر الغزو الأفرنجي الصليبي لفلسطين في القرن الثاني عشر الميلادي. حول هذه الخطة راجع اوفى المصادر عنها : القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية ، ٢ م ، تأليف شمس الدين محمد بن علي بن طولون (ت ٩٥٣ ه / ١٥٤٦ م) ، تحقيق الشيخ محمد أحمد دهمان ، دمشق ، ١٩٤٩ ـ ١٩٥٦.
(٢) قبة سيّار الشجاعي يذكرها ابن طولون عند تعداده لقباب الصالحية وانها فوق الردادين ، القلائد ، م ١ ، ص ٢٦٠ ، كما ويذكرها محمد بن عيسى بن كنّان (ت ١١٥٣ ه / ١٧٤٠ م) ، في كتابه المروج السندسية الفسيحة في تلخيص تاريخ الصالحية ، تحقيق محمد أحمد دهمان ، دمشق ١٣٦٦ ه / ١٩٤٧ م ، ص ٢٢. ويصفها الشيخ والقطب الصوفي عبد الغني بن اسماعيل النابلسي (ت ١١٤٣ ه / ١٧٣١ م) بأنها «قبة عظيمة مشرفة على جانب الربوة وعلى دمشق» حلّة الذهب الابريز في رحلة بعلبك والبقاع العزيز ، تحقيق صلاح الدين المنجد ، منشورات المعهد الألماني للأبحاث الشرقية ، بيروت ، ١٩٧٩ ، ص ٥٩ ، نشرت مع رحلة العطيفي ، باسم رحلتان الى لبنان ، بالاشتراك مع اسطفان فيلد.
(٣) الربوة : منطقة مرتفعة مشرفة على مدينة دمشق وعلى غوطتها وانهارها من الجهة الشمالية الغربية ، أطنب الجغرافيون والرحالة العرب في وصف جمالها وربطها بالربوة المذكورة في القرآن الكريم ، انظر عبد الله بن محمد البدري ، (ت ٨٩٤ ه / ١٤٨٨ م) نزهة الأنام في محاسن الشام ، المطبعة السلفية ، القاهرة ، ١٣٤١ ه ، ص ٨٢ ـ ٩٠ ، حول مختلف النصوص المتعلقة بها انظر وصفها في النصوص التي جمعها الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه : مدينة دمشق عند الجغرافيين والرحالين المسلمين ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ١٩٦٧ ، ص ١٠٣ ، ص ١٢٤ ـ ١٢٧ ، ص ١٥٦ ، ص ٢٢٩ ، ص ٢٧١ ، ص ٢٧٢ ، وعن اوضاعها في مطلع هذا القرن راجع عبد القادر بدران (ت ١٣٤٦ ه / ١٩٢٧ م) منادمة الاطلال ومسامرة الخيال ، المكتب الاسلامي ، دمشق ١٣٧٩ ه ، ص ٤٠٣ ـ ٤٠٧.
(٤) دمّر «عقبة دمّر مشرفة على غوطة دمشق. وهي من جهة الشمال في طريق بعلبك». وفي القرن السادس عشر كانت تقع ضمن ناحية اقليم الداراني وتذكر ثلاثة من دفاتر الطابو ، تعود الى القرن السادس عشر. عدد سكانها على النحو التالي :
ط. د. ٤٣٠ (ح ٩٣٠ ه |
ط. د. ٤٠١ (ح ٩٥٠ ه |
ط. د ٤٧٤ (٩٧٧ ه |
١٥٢٣ م) |
١٥٤٣ م) |
١٥٦٩ م) |
خانة ٣٢ |
٥ |
٤٥ |
أعزب ١٢ |
١ |
|
مسيحي |
١ |
|
والجدير بالذكر ان هذه الدفاتر محفوظة بمديرية المحفوظات باسطنبول. اما قرية دمّر الآن فهي احدى متنزهات مدينة دمشق ومشهورة باشجار الحور ، ط. د ٤٣٠ ، ص ٤٤٢ ، ط. د ٤٠١ ، ص ٣١٦ ، ط. د. ٤٧٤ ، ص ٢٧٨.