في دمشق مدخل المدرستين العادلية الكبرى والظاهرية والمستشفى القيمري ، وفي حلب مستشفى أرغون شاه ومدرسة الفردوس إلى غيرها من الأبنية الكثيرة في القرون المتأخرة.
ومن أهم أبنية القرون الإسلامية بدمشق المأذنة الغربية في الجامع الأموي المعروفة بمأذنة قايتباي وهي من أهم المآذن العربية من حيث الهندسة والنقش والأصول المعمارية قامت على قصبتين من الأرض (٤٨ مترا مربعا) بارتفاع ٦٦ مترا هندسها معمار عربي اسمه سلوان بن علي وقد تمت عمارتها سنة (٨٨٥ ه) وبانيها السلطان الملك الأشرف قايتباي كتب اسمه في جهاتها الأربع. وقد أجرى ترميمها وإرجاعها إلى أصلها وإكمال نواقصها المهندس الرسام توفيق طارق سنة (١٣٤٢ ه) وكان على رفرف شرفتها الأولى آية (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً) الآية وكتبها موسى شلبي وبقي قسم من الحروف القديمة.
وقد دخلت إلى الساحل منذ عهد الحروب الصليبية أصول الهندسة الطليانية في الدور والقصور ، وما برحت ترسخ مع الزمن ، ولا سيما في طرابلس وبيروت بحيث أن جميع ما نراه في مدن الساحل من الدور هو مما أنشئ في القرن الأخير وفي هذا القرن هو طلياني الصبغة ، وهندسته عارضة على هذه الديار. هذا في الساحل أما هندسة البيوت في الداخل فإنها قديمة لا يعرف زمن الاصطلاح عليها ، فقد نقل الرومان هندسة بيوت دمشق القديمة إلى شمالي إفريقية ، ثم نقلها العرب بعد قرون إلى الأندلس ، ولا تزال هناك إلى اليوم يفاخر بطرازها ويطرّس على آثارها ، كأن تكون الدار ذات مدخل أو دهليز يؤدي إلى فناء واسع فيه حوض ماء وإيوان ، وعلى جوانبه أماكن لتربية بعض الأشجار والزهور ، والدار ذات طبقتين فقط : السفلى للصيف والعليا للشتاء. وقد رأى ناصر خسرو قبيل منتصف القرن الخامس أن البيوت في طرابلس كانت ذات أربع وخمس وأحيانا ست طبقات. وكثرة الطبقات في الدور لم تعهد إلا في الغرب ، وما نظن الشام زادت طبقات بيوتها على ثلاث في معظم أدوار التاريخ.
الشعر والفصاحة :
ظهر كثير من الشعراء والبلغاء في هذه الديار ولا سيما من السريان واللاتين