والعرس وأرباب النعيم ، وبقاياها اليوم يلبسها الآذنون عند قناصل الدول والرؤساء الروحيين.
الدباغة وصناعات الجلود :
كان للدباغة شأن مهم في هذا القطر تعمل من الجلود الأحذية والسروج والمطارح والمقاعد والقرب والروايا والمحافظ والمطاهر والركوات والإداوات وما أشبهها ، وكانت أهم معامله في حلب وفيها اليوم ٤٠ مدبغة على الطريقة القديمة وفي حماة ودمشق وزحلة ومشغرة والخليل. وتدبغ جلود الثعلب وبنات آوى التي تصلح للفراء في جوار طرابلس وبيروت. ويقدرون عدد ما يدبغ من الجلود في الشام بمليون ومائتي ألف جلد منها مليون من المعزى والغنم. وقد أنشأ في دمشق السادة رومية وعمري معملا لدبغ الجلود وعمل الشراك والشسوع للأحذية ، فجاءت مصنوعاتها كمصنوعات أوربا من كل وجه وزادت عليها رخص أثمانها ، فأصبحت تباع حتى في الغرب ، ومعظم معدات هذا المعمل الكبير من صنع دمشق ولم يجلب له غير أدوات قليلة ، والصناع كلهم من أرباب هذه الصناعة القدماء ، وفي دمشق نحو ٣٠ دباغة على الطراز القديم ودباغات الخليل مشهورة وأشهر منها صناعة القرب في تلك المدينة ، تعمل من جلد الماعز وهي صناعة خاصة بها. وفي عكا معمل جيد للدباغة.
وصناعة الأحذية والسروج والكنابيش والبرادع والرباطات والرشمات من أهم صناعات دمشق وحلب. وصناعة السروج من الصنائع المشتركة في الشام ، ومما يعد في جملتها لوازم الحيوانات كالعذر والهمايين «الخراج» والبرادع «المراشح» ويعمل كل ذلك على غاية من الإتقان. ومن السروج ما يصنع وجهه من الجوخ ، ويطرز أحسن تطريز بالحرير والقصب. والجلد الذي تعمل منه السروج هو غالبا من دباغة الشام.
ومن صناعة السروجيين أيضا أحزمة الجلد ويسمونه «قشاطا» وجعاب رصاص البنادق ويسمونها «جنادا» وأرسان للخيل ، وصناديق للسفر من الجلد وغير ذلك من الحاجيات المحلية ، ويصدر ذلك إلى الداخلية فقط وهو يضاهي أعمال الأوربيين أنفسهم من ذلك النوع.
وتعمل الأحذية في جميع المدن ومنها ما تستخدم فيه الجلود الإفرنجية