إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(إن ذكر الخير كنتم أوله) لأن ابتداءه بكم ومنكم.
(وأنتم أصله) وأصل الوجود الذي هو مبدأ الخيرات ولولاكم لما خلقت الموجودات (وفرعه) حيث إن وجودكم نشأ من خير الله تعالى وفضله على عباده ورأفته بخلقه فأنتم فرع ذلك الخير وأن كمالاتكم العلية وأفعالكم المرضية فرع وجودكم الذي هو الأصل فأنتم الأصل والفرع.
(ومأواه) أي لا يوجد لا عندكم ولا يصدر إلا منكم.
(ومنتهاه) لأن كل خير يرجع بالآخرة إليكم لأنكم سببه أو أن الخيرات الكاملة النازلة من الله تعالى تنتهي إليكم وتنزل عليكم.
بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم) أي كيف أقدر على وصف حسن وصفكم بأن يكون إضافة الحسن إلى الثناء من إضافة الصفة إلى الموصوف أي كيف أصف ثنائكم الحسن أو المعنى كيف أصف حسن ثنائكم على الله وتمجيدكم له.
(وأحصي جميل بلائكم) أي نعمتكم التي أنعم الله بها علينا والحال (إن بكم) أي بسببكم وبسبب وجودكم. إمامتكم وخلافتكم (أخرجنا الله من الذل) أي ذل الكفر