فعظمتم جلاله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعاندين لله ولرسوله من أن المراد بأهل البيت الأزواج بقرينة السياق فهو خرق للإجماع ورد على الله ورسوله فإن الالتفات شايع في كلام الفصحاء ولو كان الخطاب للأزواج لقال عنكن على النمط السابق واللاحق والتغليب إنما يحسن لوقوع هذا ابتداء أما بعد أن يكون الكلام في خصوص الأزواج فلا على أنهم رووا أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما أخذ كسائه ووضعه عليه وعلى علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي (فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) وكان ذلك عند أم سلمة فأدخلت رأسها في البيت وقالت أنا معكم يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم إنك إلى خير وكأنهم ذهبوا إلى عصمة عائشة لما اتفق لها من الخروج على أمير المؤمنين الذي قال فيه النبي يا علي حربك حربي وقتل ستة عشر ألف من أولادها وإثارتها الفتنة ولعلهم زعموا أن ذلك جهاد في سبيل الله فلهذا فضلوها على فاطمة لجلوسها في بيتها حين غصبها حقها وظلمها تراثها وقد قال الله (وفضل الله المجاهدين على القاعدين (١)).
(فعظمتم جلاله) جلال الله عظمته والجليل من أسمائه تعالى راجع إلى كمال الصفات كما أن الكبير راجع إلى كمال الذات والعظيم راجع إلى كمال الذات والصفات والمراد إنكم عظمتم عظمة الله بمعرفتكم وقولكم وعملكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) : سورة النساء آية ٩٥.