الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لغيبه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الفائزون بكرامته) في الدنيا بوجوب إطاعة الناس وانقيادهم إليهم وكونهم مخزن العلم ومعدن الحكمة وفي الآخرة بالشفاعة والرضا والقرب من الله تعالى وغير ذلك.
(اصطفاكم بعلمه) أي عالما بأنكم مستأهلون لذلك الاصطفاء أو اصطفاكم بسبب أن جعلكم خزان علمه أو لأن يجعلكم كذلك ويؤيده ما في بعض النسخ من اللام موضع الباء.
(وارتضاكم لغيبه) أي لسبب أن جعلكم مخزن عيبه وفي بعض النسخ باللام وهو أظهر وفيه إشارة إلى قوله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول (١)) ودخلوهم في الآية إما لكون الرسول في الآية شاملا لهم على التغليب أو يكون المراد به معنى آخر أعم من المعنى المصطلح أو أن علمهم عليهم السلام إنما هو بتوسط من الرسول (عن سدير الصيرفي) قال سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عن قول الله عز وجل (بديع السماوات والأرض (٢)) فقال أبو جعفر عليه السلام إن الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون أما تسمع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) : سورة الجن آية ٢٦.
(٢) : سورة البقرة آية ١١٧.