فلما تنازعنا الفخار قضى لنا |
|
عليهم بما نهوى نداء الصّوامع |
ترانا سكوتا والشهود بفضلنا |
|
عليهم جهير الصّوت في كلّ جامع (١) |
والسيد رحمهالله نظم في هذه الأبيات ما وقع للحسين (٢) مع يزيد بن معاوية ، وذلك أن الحسين (٣) دخل يوما على يزيد فجعل يزيد يفتخر ويقول : نحن ونحن ، ولنا من الفخر والشرف كذا وكذا ، والحسين (٤) ساكت. فأذّن المؤذن ، فلما قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، قال الحسين عليهالسلام : يا يزيد جدّ من هذا (٥)؟ فخجل يزيد وانقطع (٦).
وكانت وفاة السيد علي بن محمد الحماني المذكور في خلافة المعتمد سنة ستين ومأتين (٧) رحمهالله تعالى.
وإنّما أكثرت من شعره لحسنه وقلّة وجوده. وقد جمعت هذه المقاطيع من عدّة كتب ، وشعره مرغوب فيه جدا. ولقد تغلغل بنا الكلام وجرّ بعضا فأدّى إلى هذا التطويل ، لكن أرجو أن لا يخلو ذلك من فائدة إن شاء الله تعالى. ولنعد إلى ما نحن بصدده.
ولما وافينا المخا اتّصل بنا الخبر بأنّ العدوّ قصد جهة مولانا السلطان ـ خلّد الله ملكه ـ فعاث فيها ، وأغار على نواحيها بجموع لا تحصى ، وجنود لا
__________________
(١) في أعيان الشيعة ٤٢ / ٥١ (وأنا سكوت).
(٢) في ك (ما وقع لعلي بن الحسين).
(٣) في ك (عليا) مكان (الحسين).
(٤) في ك (الإمام) مكان (الحسين) في الموضعين.
(٥) في ك (يا يزيد ، ألك جد مثل هذا).
(٦) يأتي في ك بعد هذه الكلمة (ورويت هذه الواقعة للحسين معه لا لعلي. أقول : والمشهور المتواتر أنها لعلي بن الحسين مع يزيد ، ذكرها جماعة منهم ابن شهر اشوب في المناقب ٤ / ١٦٨ ، والطبرسي في الاحتجاج ١ / ٣٩ ، والأمين العاملي في المجالس السنية ، وغيرهم.
(٧) هذه رواية الكامل لابن الأثير ، وفي هدية العارفين ١ / ٦٧٣ : توفي سنة ٢٤٥ ه وجاء في الغدير ٣ / ٥٧ أنه توفي سنة ٣٠١ ه.