كنّا مع أعظم من
هذا على وعد ، ولكن المشيئة لله فيما بعد. فرحنا نكابد الأهوال ، ونقاسي حؤول
الأحوال ، إلى أن أسفر الصبح عن ثاني شهر رمضان المعظّم فوافينا (المخا) معدن الأمن والرّخا ، وألفيناها عارية إلّا من الإيناس.
خالية إلّا من كرام الناس ، فكأن أوّل من تلقّانا فيها ببشره ، وهفا علينا بطيب
خلقه ونشره : واليها الباسق في دوحة النبوّة غصنه النضير ، المشرق في فلك الفتوّة
بدره المنير ، الخافقة رايات عزّه وسعده ، الثابتة آيات فخره ومجده ، ذو الأخلاق
التي دلّت على طيب الأعراق ، والمكارم التي انعقد عليها الإجماع والاتفاق ، من لم
يزل العزّ الباذخ به يهيم مولانا السيد زيد بن علي بن ابراهيم :
له صحائف أخلاق
مهذّبة
|
|
منها العلى
والنّهى والمجد ينتسخ
|
لا زالت الأقلام
لمدائحه ناظمة ناثرة ، وآيات فواضله في سائر الأقطار سارية وسائرة. ولعمري أن
الأطناب في نشر مزاياه الشريفة عليّ دين ، ولكن لست بقائل فيه إلّا ما قاله نادرة
بأخرز في السيد الرئيس ذي المجدين .
(لو ذهبت أصف ما
تلقّانا به من تشريف وتقريب ، وأهّلنا من تأهيل وترحيب ، لخرجت من شرط هذا الكتاب
، واستهدفت من ألسنة النقّاد لسهام العناد. أمّا الأدب فمنه وإليه ، ومعوّل أرباب
الصناعة عليه ، وأمّا الخلق فكما يقتضيه الإسلام ، وكأنّه منتسخ من أخلاق جدّه عليهالسلام ، وأمّا الجاه فمسلّم له غير منازع فيه ، وأمّا المحلّ
فسلّم لا يسلم من الزلل مرتقيه ، وأمّا السياسة فقد القت إليه الأرسان ، وأمّا
الرئاسة فقد فرشت له رفرفها الخضر وعبقريّها الحسان).
__________________