ما أنت أوّل من نأى عن داره |
|
ورمت به أيدي النّوى فتولّها (١) |
قد آن أن تثني غرامك سلوة |
|
وتفيق منه طائعا أو مكرها |
أصفا لدمعك أن يبيت مرقرقا |
|
وحلا لقلبك أن يظلّ مولّها |
عبثت طروق النّائبات به فلا |
|
جزع يؤوّبه ولا صبر وهي |
ما إن شدت ورقاء فوق أراكة |
|
إلّا وكان له حنين مثلها (٢) |
أظننت أنّ العهد بعدك موثق |
|
والدّار دار والمها تلك المها (٣) |
قد أخليت تلك الرّبوع وفرّقت |
|
تلك الجموع فما البها ذاك البها (٤) |
أقصر فقد خلت الدّيار فلا هوى |
|
يصبى إليه ولا مليح يشتهي (٥) |
لم تبق إلّا لوعة أو حسرة |
|
يمسي بها الصّخر الأصمّ مدلّها |
وقال (٦) :
ذكر الخيف والحمى وحجونه |
|
فذرى دمعه وأبدى مصونه (٧) |
وأعاد الهوى له عيد وجد |
|
منع النّوم طرفه وجفونه |
لا تلوموه إن بكى من فراق |
|
وأجدّ الأسى عليه جنونه |
كلّ صبّ إذا تذكّر يوما |
|
هيّج الذكر وجده وشجونه |
يا نزولا ببطن مكّة عطفا |
|
بمحبّ أبحتم اليوم هونه |
مولع بالأسى عزيز تأسّ |
|
قرّح الدّمع خدّه وشؤونه |
__________________
(١) في الديوان (فتدلها) مكان (فتولها).
(٢) لا وجود لهذا البيت في الديوان.
(٣) رواية الديوان لهذا البيت هكذا (لا تحسبن أن المعاهد بالحمى ـ تلك المعاهد والمها ... الخ).
(٤) في الديوان (فلا البهي ولا البها).
(٥) لا وجود لهذا البيت في الديوان.
(٦) سقطت هذه القطعة من (ع).
(٧) في الديوان (بالبكاء جفونه).