الأوهام عن تخييل أدناها ضائقة به ذرعا ، والبسالة التي وقفت الفرسان عندها ، والإيالة التي عمّ ذكرها البلاد هندها وسندها ، فما الغيث الوابل إلّا مكتسب من بعض هباته ، وما اللّيث الصائل إلّا منتسب إلى وثباته وثباته.
سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد |
|
ملء المسامع والأفواه والمقل (١) |
ظل الله سبحانه على عباده ، وأمينه الذي دارت الأفلاك على مدار مراده.
ملك إذا ازدحم الملوك بمورد |
|
ونحاه لا يردون حتى يصدرا |
ملك يروقك خلقه أو خلقه |
|
كالرّوض يحسن منظرا أو مخبرا |
أندى على الأكباد من قطر النّدى |
|
وألذّ في الأجفان من سنة الكرى |
قدّاح زند المجد لا ينفكّ من |
|
نار الوغى إلّا إلى نار القرى (٢) |
حاوي الخلافة كابرا عن كابر ، فخر المفاخر والمآثر والمنابر ، الإمام العادل والهمام الباذل ، الواثق والمعتضد بالله شاهنشاه عبد الله بن محمد قطب شاه.
في كلّ يوم مجده عجب |
|
وكلّ ليل لنا من ذكره سمر |
سقى به الله دنيانا فأخصبها |
|
والعدل يفعل ما لا يفعل المطر |
ما أنصفت مجده نظّام سيرته |
|
إنّ الذي ستروا فوق الذي سطروا |
لا زال النصر محدقا بأعلامه المنيفة في كلّ حين ، والظفر تاليا على مسامعه الشريفة آيات الفتح المبين.
فلم يسع الوالد إلّا امتثال أمره المطاع ، والانقياد لحكمه الذي لا يطاق ردّه ولا يستطاع. فدخل الديار الهندية في السنة المقدم ذكرها ، وزفت إليه من المعالي عوانها وبكرها ، وقابله مولانا بمزيد الاحترام ، وأكرمه بما هو أهله من
__________________
(١) البيت من قصيدة لابن شرف القيرواني (محمد بن سعيد) المتوفى سنة ٤٦٠ ه (أنوار الربيع ١ / ١٥٥)
(٢) الأبيات من قصيدة طويلة لأبي بكر محمد بن عمار المهري الأندلسي المقتول سنة ٤٧٧ ه (أنوار الربيع ١ / ٢٧٦).