وكنت إذا الصّديق أراد غيظي |
|
وأشرقني على حنق بريقي (١) |
غفرت ذنوبه وكظمت غيظي |
|
مخافة أن أعيش بلا صديق (٢) |
وهو من قول بشّار (٣) :
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى |
|
ظمئت وأيّ النّاس تصفو مشاربه |
فعش واحدا أوصل أخاك فإنّه |
|
مقارف ذنب مرّة ومجانبه (٤) |
ولكثّير (*) في المعنى (٥).
ومن لم يغمّض عينه عن صديقه |
|
وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب |
ومن يتتبّع جاهدا كلّ عثرة |
|
يجدها ولم يسلم له الدّهر صاحب |
ومن كلام ابراهيم النخعي (٦) : لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب فإنه يركبه اليوم ويتركه غدا. وهو من الحديث (اتقوا زلة العالم ولا تقطعوه ، وانتظروا فيئته).
ويحكى أن أخوين في السلف انقلب أحدهما عن الاستقامة ، فقيل لأخيه : ألا تقطعه وتهجره؟ فقال : أحوج ما كان إليّ في هذا الوقت ، وأنا حقيق بأن آخذ بيده ، وأتلطّف له في المعاتبة ، وأدعو له بالعود إلى ما كان عليه. وفي شعر عمر بن أبي ربيعة (*) زيادة على هذا ، وهو :
وخلّ كان عين النّصح منّي |
|
ومستمعا لما أهوى سميعا (٧) |
__________________
(١) البيتان في الصداقة والصديق / ٣١ بدون عزو.
(٢) في الصداقة والصديق (عفوت ذنوبه وصفحت عنه).
(٣) توفي بشار بن برد سنة ١٦٧ ه ـ وقيل ١٦٨ (أنوار الربيع ١ / ٣٦ ، ومقدمة ديوان بشار).
(٤) في الديوان (مفارق) مكان (مقارف) ولكل من الروايتين وجه مقبول أوضحه المحقق.
(٥) البيتان في الصداقة والصديق / ٢٤٤ مع اختلاف في الرواية والترتيب ، وما أثبته المؤلف موافق لرواية حماسة البحتري /. ٧٢
(٦) هو ابراهيم بن يزيد النخمي فقيه تابعي توفي سنة ٩٦ ه (الأعلام ١ / ٧٦).
(٧) رواية البيت في الديوان هكذا :
وخل كان عين النصح مني |
|
إذا نظرت ومستمعا سميعا |