خرجوا يسألون صوب غمام |
|
فأجيبوا بصيّب من حريق |
جاءهمم ضدّ ما تمنّوه إذ جاءت |
|
قلوب محشّوة بفسوق |
قال يعقوب : فإن قارن كف الخضيب المشتري نصر الداعي على ظالمه ، وإن قارنته الزهرة أجيبت دعوته في المال (١) وقل عمره ، وإن قارنه المريخ كان الداعي وقت دعائه ظالما من يدعو عليه وحرم الإجابة.
قلت : وهذا لا استبعاد فيه ، فقد ذهب طائفة كثيرة من الأوائل والأواخر إلى أنه إذا استعين في الأدعية بأشكال من الكواكب في أوقات مسعودة كانت مؤثرة ومرجوة ، وهو كما يستعان فيها بتجريد الفكر وتصحيح النية والبروز في الجماعات إلى الصحاري وغير ذلك ، والله أعلم ، وما أحسن قول القائل :
أتلعب بالدّعاء وتزدريه |
|
فسوف يبين ما صنع الدّعاء (٢) |
سهام اللّيل لا تحظي ولكن |
|
لها أمد وللأمد انقضاء (٣) |
عروة بن حزام (٤) :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه |
|
وعرّاف نجد إن هما شفياني (٥) |
فما تركا من سلوة يعرفانها |
|
ولا رقية إلّا بها رقياني |
فقالا شفاك الله والله ما لنا |
|
بما ضمّنت منك الضّلوع يدان |
آخر :
أعلّل بالمنى قلبي لأنّي |
|
أذود الهمّ بالتّعليل عنّي |
__________________
كاتب الحسن بن زيد العلوي المتقدم ذكره (معجم الشعراء / ٤٦٣).
(١) في ك (في الحال) مكان (في المال).
(٢) في ك (أتهزأ بالدعاء).
(٣) في ك (وللأمد انتهاء).
(٤) هو عروة بن حزام العذري. توفي في أوائل أيام معاوية (أنوار الربيع ١ / ٣٧٧) لم يرد اسمه في (أ).
(٥) الأبيات من قصيدة في الأغاني ٢٣ / ٢٩٨ وفوات الوفيات ٢ / ٧٣ والشعر والشعراء / ٥١٩ وفي رواية بعض أبياتها اختلاف.