بعضهم (١) :
لأشكرنّك معروفا هممت به |
|
أنّ اهتمامك بالمعروف معروف |
ولا ألومك إن لم يمضه قدر |
|
فالشيء بالقدر المحتوم مصروف |
بعض الأعراب في الأدعية المرفوعة (٢) :
وسارية لم تسر في الأرض تبتغي |
|
محلّا ولم يقطع لها السّير قاطع |
سرت حيث لم تحد الركاب ولم تنخ |
|
لورد ولم يمنع لها السّير مانع |
تسير وراء اللّيل واللّيل ساقط |
|
بأرواقه فيه سمير وهاجع |
إذا وردت لم يردد الله وردها |
|
على أهلها والله راء وسامع |
نفتّح أبواب السّماوات دونها |
|
إذا قرع الأبواب منهنّ قارع |
وإنّي لأرجو الله حتّى كأنّما |
|
أرى بجميل الظّنّ ما الله صانع |
فائدة : ذكر يعقوب بن اسحاق (٣) في رسالة مقصورة على أوقات الدعاء : أن القمر وعطارد إذا قارنا كوكب كفّ الخضيب كان وقتا للدعاء بالغنى والشجاعة ، ويستجاب له في وسط عمره ، وإن قارنه زحل بسعود سعد الداعي من أوسط عمره إلى آخره وإن كان منحوسا افتقر وضعف ، وذلك أن من الأدعية ما ينعكس على داعية فيصير إلى ضد ما يرتجيه. كما يحكى أن أهل طبرستان أجدبوا أيام الحسن بن زيد العلوي (٤) فخرجوا يستسقون ، فما فرغوا من دعائهم إلا والحريق مضطرم في أطراف البلد حتى قال أبو الغمر (٥) :
__________________
(١) البيتان في نهاية الأرب للباهلي (لعله محمد بن حازم) ، وفي التذكرة السعدية / ٣٥٨ لعمر بن المبارك المتوفى نحو سنة ٢٠٠ ه (الأعلام ٩ / ٢٥٩).
(٢) الأبيات في زهر الاداب ٢ / ٨٤٢ لمحمد بن حازم ، وفي العقد الفريد ٣ / ٢٢٧ ، وعيون الأخبار ٢ / ٢٨٦ بدون عزو. وفي رواية بعضها اختلاف.
(٣) لعله يعقوب بن اسحاق الكندي الفيلسوف المشهور. له رسالة في التنجيم ، واختيارات الأيام ، توفي سنة ٢٦٠ ه (الأعلام ٩ / ٢٥٥).
(٤) هو الحسن بن زيد بن محمد بن اسماعيل العلوي مؤسّس الدولة العلوية بطبرستان.
توفي سنة ٢٧٠ ه (الأعلام ٢ / ٢٠٦).
(٥) هو أبو الغمر الطمري (ولعله الطبري) واسمه هارون بن موسى (وقيل ابن محمد)