الثامن (١) منها ما نصّه : نقلت من خطّ الفاضل علاء الدين علي بن مظفر (٢) الكندي رحمهالله تعالى ما صورته :
حدثنا القاضي الأجل العالم جلال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن ابراهيم الكاتب من لفظه في يوم الأحد (٣) خامس عشر ذي الحجة سنة احدى عشرة وسبعمائة بدار السعادة دمشق المحروسة. قال : أخبرني الشريف قاضي القضاة نور الدين أبو الحسن علي بن الشريف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين الحسيني الأثري الحنفي من لفظه في العشر الآخر من جمادى الأولى عام احدى وسبعمائة بالقاهرة قال أخبرني جدي الحسين بن محمد قال : كنت في زمن الصبا وأنا ابن سبع عشرة سنة أو ثماني عشرة سنة سافرت مع أبي محمد ، وعمي عمر من خراسان إلى بلاد الهند في تجارة ، فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من ضياع الهند ، فعرّج القفل نحو الضيعة ونزلوا بها ، وضجّ أهل القافلة فسألناهم عن الشأن فقالوا : هذه ضيعة الشيخ رتن (اسمه بالهندية) وعرّبه الناس وسموه بالمعمّر لكونه عمّر عمرا خارجا عن العادة. فلما نزلنا خارج الضيعة رأينا بفنائها شجرة عظيمة تظلّ خلقا عظيما ، وتحتها جمع عظيم من أهل الضيعة ، فتبادر الكلّ نحو الشجرة ونحن معهم ، فلما رآنا أهل الضيعة سلّمنا عليهم وسلموا علينا ، ورأينا زنبيلا كبيرا معلقا في بعض أغصان الشجرة ، فسألنا عن ذلك فقالوا : هذا الزنبيل فيه الشيخ رتن الذي رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرتين ودعا له بطول العمر ست مرات ، فسألنا جميع أهل الضيعة أن ينزل الشيخ (٤) ونسمع كلامه ، وكيف رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما يروي عنه. فتقدم شيخ من أهل الضيعة إلى الزنبيل ـ وكان ببكرة ـ فأنزله فإذا هو مملوء بالقطن ، والشيخ في وسط القطن ، ففتح رأس الزنبيل وإذا الشيخ فيه
__________________
(١) في كشف الظنون ١ / ٣٨٨ إنها بنحو ثلاثين مجلدا.
(٢) لعله علي بن المظفر بن ابراهيم الوداعي الكندي الاسكندراني ثم الدمشقي المتوفى سنة ٧١٦ ه (الدرر الكامنة ٣ / ٢٠٤).
(٣) في ك (يوم الاربعاء).
(٤) في ك (فسألنا جميعنا أن ينزل الشيخ).