سيأتي إذا أفضت النوبة إليه إن شاء الله تعالى.
فائدة : أول من غيّر جين اسماعيل من العرب : عمرو بن لحي (١) من خزاعة ، فبعثهم على عبادة التماثيل ، وذلك أنّه سار إلى البلقاء من أعمال دمشق من أرض الشام فرأى العمالقة تعبد الأصنام ، فسألهم عنها فقالوا : هذه أرباب نتخذها. نستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا. فطلب منها صنما فدفعوا إليه هبل ، فسار به إلى مكة فنصبه على الكعبة (٢) ودعا الناس إلى تعظيمه وعبادته ففعلوا ذلك ، ثمّ استكثروا من الأصنام ، واستبدّت كلّ قبيلة ، وقبيلتين بصنم ، فكانت لقريش وبني كنانة العزّى ، وحجّابها بنو شيبة (٣). ولثقيف اللّات وحجابها بنو مغيث (٤) ، وكانت مناة للأوس والخزرج.
قال الواقدي : كان ودّ على صورة رجل ، وسواع على صورة امرأة ، ويغوث على صورة فرس ، ونسر على صورة حصان ، ويعوق على صورة فيل. انتهى.
وكان جملة ما حول البيت من الأصنام ثلثمائة وستين صنما فكسرت كلّها يوم الفتح ، والحمد لله ربّ العالمين.
وعلى ذكر الصنم فما ألطف قول أبي الحسن السري الرفاء في العذار (٥).
__________________
المؤلفين ١٠ / ١٢٦).
(١) هو عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف ، وفي الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (عرضت عليّ النار فرأيت فيها عمرو بن لحي يجرّ قصبه (أمعاءه) في النار ، وهو أوّل من غير دين ابراهيم عليهالسلام ...). جمهرة أنساب العرب / ٢٣٤ ، وأخبار مكة اللازرقي ١ / ١١٦).
(٢) في كتاب الأصنام / ٢٨ (إن أوّل من نصب هبل : خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر ويقال له هبل خزيمة).
(٣) (بنو شيبة) كذا ورد في الأصول ، والصواب (بنو شيبان) يراجع الأصنام للكلبي / ٢٢ ومعجم البلدان ٣ / ٦٦٥ وأخبار مكة ١ / ١٢٦.
(٤) في كتاب الأصنام / ١٦ (وكان سدنة اللات من ثقيف بنو عتاب بن مالك).
(٥) لا وجود لهذه الأبيات في ديوان السري.