بعد ذلك قد ثبتت وهي (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)(١).
لطيفة : ذكر القاضي ابن خلكان قال : حكى تاج العلى أبو زيد المعروف بالنسّابة قال : حدثني أبو الأصبغ نباتة بن الأصبغ بن زيد بن محمد الحارثي الأندلسي عن جده زيد بن محمد قال : بعث المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية (٢) إلى أبي العرب الزبيري خمسمائة دينار ، وأمره أن يتجهز بها ويتوجه إليه ـ وكان بجزيرة صقلية وهو من أهلها ، وهو أبو العرب مصعب بن محمد بن أبي الفرات القرشي الصقلي الشاعر (٣) ـ وبعث مثلها إلى أبي الحسن الحصري (٤) وهو بالقيروان ، فكتب إليه أبو العرب :
لا تعجبنّ لراسي كيف شاب أسى |
|
واعجب لأسود عيني كيف لم يشب |
البحر للرّوم لا تجري به سفن |
|
إلّا على غرر والبرّ للعرب (٥) |
وكتب إليه الحصري (*) :
أمرتني بركوب البحر أقطعه |
|
غيري ، لك الخير ، فاخصصه بذا الداء (٦) |
ما أنت نوح فتنجيني سفينته |
|
ولا المسيح أنا أمشي على الماء |
وما ألطف قول الخباز البلدي (٧) وقد سافر محبوبه في البحر :
__________________
(١) سورة أبي لهب / ٥.
(٢) هو أبو القاسم المعتمد على الله بن المعتضد بالله عباد أكبر ملوك الطوائف. توفي سنة ٤٨٨ ه (أنوار الربيع ١ / ١٠٣).
(٣) توفي أبو العرب مصعب سنة ٥٠٦ ه وقيل : كان حيا سنة ٥٠٧ (أنوار الربيع ٢ / ٣٩).
(٤) هو أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري. توفي سنة ٤٨٨ ه (معجم المؤلفين ٧ / ١٢٥).
(٥) في وفيات الأعيان ٣ / ٢١ (لا يجري السفين به).
(٦) البيتان منسوبان أيضا لابن رشيق وهما في ديوانه. وفيه رواية البيت الأول كالآتي :
أمرتني بركوب البحر مجتهدا |
|
وقد عصيتك فاختر غير ذا الداء |
وما أثبته المؤلف موافق لرواية وفيات الأعيان.
(٧) هو أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن حمدان المعروف بالخباز البلدي. لم