فإنّ الصّبا ريح إذا ما تنفّست |
|
على نفس مكروب تجلّت همومها (١) |
وقد أكثرت الشعراء من ذكر الصّبا ، فمن أحسن ما سمعت به في هذا الباب قول بعضهم :
ناشدتك الله نسيم الصّبا |
|
من أين هذا النّفس الطيّب |
هل أنت من ليلى رسول الرّضا |
|
أم أنت عن أسرارها تعرب (٢) |
أم جزت في أرض بها قد مشت |
|
أم ثغرها قبّلك الأشنب |
فهات أتحفني بأخبارها |
|
فعهدك اليوم بها أقرب |
ومما هو أرقّ من النسيم قول ابن المعلم الواسطي (٣) من قصيدته المشهورة :
تنبّهي يا عذبات الرّند |
|
كم ذا الكرى هبّ نسيم نجد |
مرّ على الرّوض وجاء سحرا |
|
يسحب بردي أرج وبرد |
حتى إذا عانقت منه نفحة |
|
عاد سموما والغرام يعدي (٤) |
واعجبا منّي أستشفى الصّبا |
|
وهل تزيد النار غير وقد (٥) |
والقصيدة كلّها على هذا النسق الذي فاق الدرر في أسلاكها ، والدراري في أفلاكها ، وقد اقتفيت أثره فقلت :
سل الدّيار عن أهيل نجد |
|
إن كان تسآل الدّيار يجدي |
وقف بها نبك الطّلول ساعة |
|
لعلّه يشفي غليل وجدي (٦) |
__________________
(١) في الديوان والأغاني ٢ / ٢٤ (إذا ما تنسمت على نفس محزون).
(٢) في ك (بشير الرضا).
(٣) هو أبو الغنائم محمد بن علي الواسطي المعروف بابن المعلم. توفي سنة ٥٩٢ ه (أنوار الربيع ٣ / ٧٨).
(٤) في خريدة القصر ـ القسم العراقي ـ ٤ / ٤٣٩ (نفحه) مكان (نفحة).
(٥) في خريدة القصر (وما تزيد النار).
(٦) ورد البيت في ديوان المؤلف هكذا :