الرواحية ، والشامية البرانية ، مع أن شرطها أن لا يجمع المدرس بينها وبين غيرها ، وبقي الأمر كذلك إلى أن ملك المسلمون في أواخر شهر رمضان من هذه السنة ، فبذل أموالا جليلة على أن يستمر على حاله فأجيب إلى ذلك نحو شهر ، ثم أمر بالسفر مع السلطان الملك المظفر رحمهالله إلى مصر ، فتولى القاضي نجم الدين أبو بكر محمد بن سني الدولة وقرىء تقليده بشباك الحكم بالجامع بدمشق يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة.
وفيها لما استولى التتر على القلاع أبقوا بلاطنس على ابن واليها نجم الدين بن قايماز الظاهري ، فلما كسروا استفسد مظفر الدين عثمان بن منكورس صاحب صهيون من كان بها من الأجناد على نجم الدين واليها ، فسلموها إليه في العشر الأول من ذي القعدة سنة ثمان وخمسين ، وبقيت في يده إلى أن سلمها لولده عز الدين أحمد ، فبقيت في يده مدة حياة أبيه ، وبعد وفاته إلى أن سلمها إلى نواب الملك الظاهر في سنة سبع وستين ، وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
وفيها وصل الخبر باستيلاء التتر على عدة قلاع منها : الصلت ، وعجلون ، وصرخد ، وبصرى ، والصبيبة ، وهدموا الجميع حسب ما أمكنهم.
وفيها وصل الخبر أن طائفة التتار وقعوا على العرب عند زيزاء ، وحسبان ، فهزموهم وغنموا من أولادهم ونسائهم وأنعامهم شيئا كثيرا ، واستاقوا الجميع ، وهرب الملك الناصر رحمهالله إلى البراري ، فساقوا خلفه فأخذوه وقد بلغ شربة الماء نحو مائة دينار ، وأتوا به إلى كتبغانوين فوقفه بين يديه وأهانه ، وقرعه ، ثم أتوا به دمشق مع من قدم من الكرك من الدمشقيين الذين كانوا هربوا إليها ، وكان كتبغا سير القاضي كمال الدين التفليسي رحمهالله برسالة منه إلى الملك المغيث صاحب الكرك ، يلتمس منه الدخول في الطاعة ، فأجاب بجواب ظاهره الطاعة ، وباطنه