غيره ، فلما وصل إلى بغداد أول ما نظر فيه أن عزل ابن رئيس الرؤساء عن واسط ، وقال : هذا ما يصلح لهذا المنصب ، ثم قال الأصيل : المصلحة يا مولانا أن تخرج الملك الصالح ، وتملك وتعود إليه ويقع وجهك في وجهه وتستحي منه فأنشده محيي الدين :
وحتى يؤوب القارظان كلاهما |
|
وينشر في الموتى كليب لوائل |
فما كان إلّا مديدة حتى خرج الملك الصالح من حبس الكرك ، وملك مصر ، وقبض على العادل ، فخرج محيي الدين للقائه ، وكان بها رسولا إلى العادل.
قلت : ومولد قوام الدين أبو طالب يحيى بن سعد بن هبة الله بن علي بن زبادة الشيباني يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ، وتوفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمسمائة ببغداد ، رحمهالله.
وأما جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محيي الدين يوسف المذكور فمولده سنة ست وستمائة ، سمع ووعظ ، وترسل عن الديوان إلى مصر وولي الحسبة ببغداد ، ودرس بالمدرسة المستنصرية على مذهب الإمام أحمد رحمهالله تعالى ، وكان رئيسا معظما من أعيان الدولة وأماثلها ، وله ديوان شعر ، حدث بمصر وببغداد ، وقتل ببغداد شهيدا في صفر سنة ست وخمسين ، وكان والده بكّر به فأسمعه من الشيخ أبي محمد عبد العزيز ، وغيره من شيوخ بغداد.
وأما أخوه شرف الدين ، فهو الذي كان أرسله المستعصم بالله إلى هولاكو ، لما قصد بغداد يبذل له الأموال ، وكان من الرؤساء الأعيان الفضلاء ، وأما أخوه تاج الدين فكان رئيسا فاضلا عالما متدينا من أعيان رؤساء بغداد ، فقتل الجميع شهداء على يد التتر ببغداد في شهر صفر رحمهمالله.